تمثال يثير الجدل بالمتحف المصري.. هل عرف قدماء المصريين صلاة المسلمين؟
وضوء وركوع وسجود.. وخبير أثري: خرافات
تمثال حتب "دياف"في وضع التعبد
قطعة أثرية فريدة تستقبل زوار المتحف المصري بالتحرير عادت لتثير الجدل عقب وضعها في مدخل المتحف ضمن سيناريو العرض المتحفي الجديد للمتحف مع عبارة شارحة جاء فيها "تمثال الكاهن حتب ديف"، عثر عليه في منطقة منف القديمة ويمثله راكعا في وضع تعبدي؛ "وهو ما أعاد الجدل؛ هل كان المصري القديم يتعبد بصلاة تشبة صلاة المسلمين؟.
وهو السؤال الذي طرحه محبو الآثار على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليقرنوه بعدد من المشاهد والتماثيل الأخرى التي تعكس كل أركان الصلاة من الوضوء وحتى التسليم أشهرها مشهد مقبرة دير المدينة الشهير بالأقصر لرجل ساجد بجوار نخلة ومشهد الملك مينا والذي يتطهر فيه بالوضوء.
حملنا التساؤلات لبسام الشماع الباحث في علم المصريات، والذي أكد أن الصور حقيقية لكن تفسير مدلولها على أنها أداء الصلاة أمر خاطئ تماما، كما أكدت أبحاث الدكتور محمد قاسم أستاذ الآثار بجامعة القاهرة.
وأوضح أن تمثال "حتب دياف"، والذي يمثل شخصا جاثيا ويديه على فخذيه، فهو ليس موضع قراءة تشهد، بل إنه في الأصل كان موضع تحية وتعبد برفع الذراعين لأعلى وللأمام، لكن مع تخوف النحات من تعرضهما للكسر بسبب ابتعادهما عن الجسد، قرر وضعهما بتلك الصورة ليكن كل الجسد كتلة واحدة متماسكة تقلل من فرصة الكسر حتى يبعث صاحب التمثال في العالم الآخر وهو متعبد دون نقص في جثمانه. وهكذا فالتعبد كان لدى المصريين الأقدمين برفع الذراعين لا وضعهما على الفخذين، ولكن جاء هذا الوضع لضرورة الحفاظ على التمثال فقط.
وأشار إلى أن صورة التمثال الواقف وذراعاه متقاطعتان على الصدر، هي وقفة في وضعية المومياء عند التحنيط والدفن لا العبادة وصورة نقش الرجل يضع يده على أذنه، ماهي إلا لمطرب يغني وينشد كما اعتدنا من المنشدين حتى اليوم، وليس في وضع تعبد؛ أما صورة لنقش لراكعين وساجدين، والتي صورها البعض بأنها أركان التحية والسجود ماهي إلا تحية وإجلالا لإخناتون، وهي عادة كما هو الحال اليوم عند أهل اليابان والصين، وبالتالي ليس عبادة، موضحة أنه فلم يتم تأليه إخناتون.
واختتم أن المشهد الشهير لرجل ساجد على شاطئ نهر وبجواره نخلة من مقبرة باشدو بغرب الأقصر، لم تكن إلا لرجل ساجد لكي يشرب من النهر بدليل النصوص المجاورة له، والتي ذكرت فعل "سويري" بمعنى يشرب، وليس سجود عبادة.
وطالب الشماع مواقع التواصل بالكف عن تحريف النصوص الفرعونية للحصول على متابعين لأن ما يحدث ماهو إلا نوع من أنواع الخرافات.