مرصد الأزهر يحذر: "داعش" يسعى لتجنيد أطفال في وسط أفريقيا
مرصد الأزهر
أكد مرصد الأزهر أنّ تنظيم داعش الإرهابي، بدأ يتحوَّل إلى استراتيجيةٍ جديدةٍ تعوّضه عن الخسائر البشريَّة، وهي "تجنيد الأطفال"، ولمّا بات الأمر صعبًا في مقره بسوريا والعراق، اتَّجه إلى أفريقيا؛ حيث الفقر والجوع والاضطرابات والضَّعف الأمنيُّ.
وأوضح المصدر، أنّه في الوقت الذي نشأ فيه أطفالٌ في بيئةٍ إرهابيَّةٍ خصبةٍ كسوريا والعراق، أصبحت الدول الأفريقيَّة تواجه مشروع إرهابيّين مجهولي الهويَّة، لكن تلك الأزمة أصبحت تواجه بُعدًا إنسانيًّا في وقتٍ لم تصل الدول إلى صيغةٍ موحَّدٍة للتعامل مع الأطفال.
وأضاف المرصد أنّ تنظيم داعش الإرهابيُّ بدأ يعتمد خطَّة "تجنيد الأطفال" في قارَّة أفريقيا، عن طريق إغرائهم بالأموال والطَّعام الذي يفتقدونه؛ لذلك كانوا فريسة سهلة الاصطياد لـ "داعش" وغيره من التَّنظيمات النَّشطة في القارَّة.
وتابع أنّه في ذات الوقت يسعى التَّنظيم لتمديد نطاق نفوذه في القارَّة الشّابَّة، عبر ولايته المزعومة هناك، طامعًا في الثَّروات الدَّفينة التي تحظى بها قارَّة أفريقيا؛ استغلالًا للأوضاع الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والأمنيَّة أيضًا، إذ نشر مؤخَّرًا مقطَّعًا مصورًا لأطفالٍ أطلق عليهم "أشبالُ الخلافة" وهم يبايعون التَّنظيم.
وأوضح أنّه ظهر في الفيديو بعض الأطفال الصّغار ممَّن لا تتعدَّى أعمارهم الـ10 سنوات، وهم يحملون الأسلحة، وخلفهم الراية السَّوداء للتنظيم الإرهابي، ويوجّههم أحد عناصر التَّنظيم في منطقة وسط القارَّة؛ ما يحمل دلالاتٍ متعدّدة، بينها أنّ التَّنظيم لا يزال مستمرًا في الوجود بالمنطقة للسَّيطرة على مقدَّراتها، كما يبدو أنّ له ملاذاتٍ آمنة يجتمع بداخلها لتسجيل المقاطع المصوَّرة؛ ويعكس بعضًا من الضَّعف الأمنيّ.
ولفت إلى أنّ هناك عوامل متعدّدةٌ أسهمت في دخول منطقة وسط أفريقيا دوّامة الإرهاب، أبرزها الصّراعات السّياسيَّة، فجمهوريَّة أفريقيا الوسطى تعيش وضعًا متأزّمًا منذ صراعات 2012، وكذلك الكونغو الدّيمقراطيَّة، والكونغو برازافيل، وهي الدّول التي ينتشر بها تنظيم "ولاية وسط أفريقيا" التي أسَّسها تنظيم داعش الأمُّ في المنطقة.
وزاد: بالضَّرورة فقد نتج عن هذه الأوضاع الهشَّة تحلُّلٌ اجتماعيٌ أفرز المزيد من الفقر والتَّهميش. علاوةً على ذلك فإنّ الثروات المعدنيَّة التي تحظى بها منطقة وسط أفريقيا، كانت سببًا في اجتذابُ تنظيم داعش إليها، حيث تصنّف جمهوريَّة أفريقيا الوسطى في المركز 14 في إنتاج خام الألماس عالميًّا، أما الكونغو الدّيمقراطيَّة فتستحوذ وحدها على نسبة 60% من إجماليّ خام الكوبالت المصدر حول العالم، والمستخدم في صناعة الأجهزة التّكنولوجيَّة للاتّصالات.
وحذّر مرصد الأزهر لمكافحة التَّطرف من عودة تنظيم داعش لاستراتيجيَّة الاعتماد على الأطفال فيما يُطلق عليها "أشبال الخلافة"، لخلق أجيالٍ تدين له بالولاء وتعمل على تدمير المجتمعات باسم معتقداتٍ منحرفةٍ، خاصَّة في منطقةٍ تعاني بالأساس من التَّردّي الاجتماعيّ والاقتصاديّ؛ ما قد يدفع الأهالي لإلحاق أبنائهم بالتَّنظيمات المتطرّفة للحصول على الأموال، وذلك من المحتمل أن يزيد عوامل استمرار العنف في القارَّة الإفريقية المستنزفة عبر صراعاتٍ طويلةٍ تمتدُّ لعقودٍ.
وأكد المرصد ضرورة التَّوعية بمخاطر هذه الظّاهرة، والحثّ على حماية الأطفال من الاستغلال مع ضرورة تقديم الدَّعم للأطفال الفارّين من جحيم الصراعات والحروب، ما يتطلَّب منظورًا طويل الأمد وجهدًا لتطوير البيئات المحليَّة المتضرّرة من النّزاعات التي يعودون إليها.