بريد الوطن.. أخلاقنا الجميلة وبخار ماء
أخلاقنا الجميلة وبخار ماء
هل أصبحت أخلاقنا والأشياء الجميلة فينا بنفس نسبة بخار الماء الموجود فى الهواء؛ جزء بسيط وغير ثابت؟ نتفاجأ حين نرى إنساناً يفعل الخير. ونصرخ إذا رأينا شخصاً مجتهداً، وكأن سبب الصرخة ضيق ذات اليد عند هذا الشاب ورغم ذلك تفوق.
ولماذا لا نسأل عمود النور فى الماضى كم شاباً ذهب إليه ليكون صاحب فضل عليه ليُذاكر تحته ليكون طبيباً أو عالماً. عندما نرى شيئاً جميلاً كان فى الماضى عادياً أن يتم، نراه الآن شيئاً نادر الحدوث. فقير دخل كلية الطب فأصبحت معجزة القرن.
شخص لا يستطيع دفع الأجرة فى وسيلة مواصلات، فساعدته سيدة أصبحت إعجازاً يتكلم عنه العالم. هل ذهب الماضى مع أخلاقنا وذهب معه كل شىء جميل؟ أم يغازلنا الأمل بأن ترجع أخلاقنا كما كانت فى الماضى؟ أسئلة كثيرة تواجهنا ونحن نواجه سرطاناً أخلاقياً يسيطر ويهيمن علينا ويحاول أن يحطم أو يستعمر كل شىء جميل فينا حتى أغانينا الجميلة ذهبت، لتقول أنا لا أصلح لأن أكون معكم فى هذا الزمن، ولكن ما زالت معركة الوجود مستمرة بين ما تبقى فينا من أشياء جميلة وبين كل ما هو قبيح سكن فينا.
لا يمكن أن تنتهى المعركة لصالح القُبح مهما حصل، لأن انتصار القبح انتصار زائف ينتهى مهما طالت مدته، أما عن الجمال فهو الحقيقة التى مهما اختفت جاءت لتعود بقوة.
سنُحارب جميعاً لكى ينتصر الجمال لنحمى أجيالاً قادمة من خطر القبح الأخلاقى بكل أشكاله.
مراد عزمى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com