المفتي: يجب إظهار الصورة الحضارية للإسلام في غضبنا من الإساءة للنبي
مفتي الجمهورية
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن المؤسسات الدينية كافة بالدولة المصرية استنكرت العمليات الإرهابية التي طالت دولتي فرنسا والنمسا، مشددًا على أنها لم تتأخر في ذلك، ولفت إلى أن المسلم عندما يغضب من أجل النبي محمد يجب أن يظهر الصورة الحضارية والمثلى للإسلام، ويجب أن يتحلى بالخلق القرآني.
وأضاف علام خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق مقدم برنامج "نظرة"، عبر شاشة "صدى البلد": "نعمل على تأصيل هذا الاستنكار لتوضيح الصورة، لكننا لا نقر أبدًا أن يعتدى على رسول الله، ونريد نرسخ ثقافة في أن الجريمة التي ترتكب أيًا كان يكون الحق للعقاب فيها للدولة في إطارها القانوني وليس للأفراد".
وتابع، أنه منذ عهد النبي محمد حتى هذا الوقت بما رسخ عند العلماء، فإن العقاب ليس سلطة أفراد، لكنه يكون سلطة للدولة بأجهزتها المختلفة، مشددًا على أن منفذي العمليات الإرهابية خرجوا عن القواعد والضوابط الموضوعة في الإسلام: "نحن أصحاب منهج وعلوم ومؤسسات، والفقه الإسلامي قائم على اعتبار المؤسسية وإسناد كل أمر معين إلى ذوي الاختصاص فيه"، أما ما جاء في القرآن بشأن جعل السلطان لولي الأمر فإنه مختص بحقه في اللجوء إلى القضاء كما قال القرطبي.
وأردف: "نغضب للرسول عندما يساء إلى شخصه أو شرعه وعندما يساء فهم شرعه، أحزن عندما أجد من يفهم شرعه على غير المنهجية العلمية التي توارثها الناس والعلماء عن النبي مرورًا بصحابته الكرام والتابعين وصولًا إلى هذا الزمن".
وأشار، إلى أن المسلم لكي يغضب يجب أن ينظر إلى الصورة التي يظهر الإسلام بها وهل إذا كانت حضارية تعرف غيرنا حقيقة الإسلام أو العكس، وبالتالي لا بد من دخول في حالة من الحوار حول هذا الوضع.
وأوضح: "هناك فهمان للنص الشرعي، الاول راسخ ومبني على منهجية علمية توارثها الناس عبر عصور مختلفة، وهناك فهم آخر أخذ الدين وفهمه من اأجل تحقيق أغراض سياسية ورصدنا هذا الأمر في كتاب أطلقنا عليه التأسلم السياسي، وهي دراسة في فشل استغلال الدين في تحقيق الأغراض السياسية".
ولفت، إلى أن دار الإفتاء رصدت في عام 2016، أن مقاتلي تنظيم داعش جاء نصفهم من أوروبا، وذلك وفق مراكز الأبحاث المعتبرة في العالم.