يوسف أنور
قفز من الفرحة عندما أخبره شقيقه الأكبر بخروجهما معا، وذهابهما إلى أحد حمامات السباحة في منطقة العبور، ليمارس الطفل "يوسف أنور" هوايته، حيث أحضر حقيبته وجهزها ليقف على حافة "البيسين"، منتظرا صوت الصفارة التي بعدها ينطلق في حمام السباحة، ولكنه لم يكد ينزل حتى اختفى تماما تحت الماء، وسط إهمال شديد من السباحين الذين من المفترض دورهم هو حماية الأطفال، بحسب أسرة الطفل المتوفى.
وقع ذلك الحادث في يوم 7 من شهر أغسطس الماضي، ولكن لم ييأس الأب "أنور راضي" من البحث عن حق نجله الصغير، الذي لم يكمل سوى 10 أعوام فقط، حيث يروي لـ "الوطن"، أن نجله الأكبر وزوجته اصطحبا ابنه الأصغر معا، في إحدى المدارس الخاصة في الحي الثاني بمنطقة العبور التي يوجد بها حماماً للسباحة.
وأضاف أنه لن يترك حق ابنه: "المدرسة ملتزمتش بقرار الوزارة بغلق جميع حمامات السباحة علشان فيروس كورونا، وكمان عملوا التذكرة بـ 75 جنيه، وكل ده بيحصل دون علم الوزارة، وكمان المدرسة كانت في فترة إجازة أصلاً في شهر 8 اللي فات".
ويؤكد "أنور" أن السباحين الموجودين قاموا بجمع الأموال ثم تركوا الأطفال، دون رقابتهم، مشيرا إلى أن نجله غرق في لمح البصر، وكل ما فعلته المدرسة هو الإخلاء من جميع الموجودين فيها، ثم إعادة فتحها بعدها بفترة.
ولفت إلى أن ابنه كان يستطيع العوم ولكنه ليس سباحا بالدرجة التي تجعله يسبح دون وجود منقذين: "أنا مش مودي ابني ترعة، دي مدرسة خاصة والمفروض يكون هناك منقذين يحافظوا على الأطفال، والمنقذين لموا الفلوس وعطوا ليهم التذاكر ومشيوا، ومسافة ابني ما نزل، مأخدش وقت وغرق، ولما مات طلعوا الناس من المدرسة وبعدها بكام يوم رجعت عادي جدا ومحدش منهم اتقبض عليه بتهمة الإهمال".
يطالب "أنور" بحق ابنه الذي لم يعاقب عليه أحد، نافيا الأخبار التي ترددت بالقبض "م. ش" و "س. ش" بتهمة الإهمال، حيث إنهم المسؤولين عن "البيسين" في ذلك الوقت، مضيفا: "لو حد اتقبض عليه كان قلبي هيرتاح، ومش عاوز غير إن المدرسة تتحاسب، ذنبه إيه ابني يموت عشان ناس مهملين كل همهم الفلوس".
تعليقات الفيسبوك