بين منزل ومدرسة وأسرة واحدة، ترعرعا سويا ونشأ معا على الإنسانية والقيم الدينية ومراعاة الآخر وتقديم يد العون للجميع وقت الأزمات، ليتشارك الشقيقان سويا في الكبر بأعمال الخير، في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
محمد وهشام كمال، شقيقان ترعرعا داخل حي "أرض اللواء" الشعبي، الذي أضفى عليهم "الجدعنة والشهامة" منذ الصغر، ليزيد فيروس كورونا من مسئوليتهم تجاه المواطنين، من الموجة الأولى لـ"كوفيد 19"، وحتى عودة زيادة الأعداد مجددا والمخاوف من تفشي كبير للمرض.
"هشام" يخصص وقته لمساعدة كبار السن بموجتي كورونا
في مارس الماضي، بعد ظهور الفيروس في مصر، وإلزامه الجميع بالمكوث في المنزل، والتحذيرات العديدة بعدم خروج كبار السن كونهم من أكثر المعرضين للإصابة، سارع هشام كامل، مندوب التوزيع بالبريد المصري، بإطلاق مبادرة صغيرة، هي "كلنا واحد"، بتطوعه لتلبية احتياجاتهم من المحال والأطعمة حتى باب المنزل، مستغلا في ذلك امتلاكه لـ"موتوسيكل".
قدم خريج الدبلوم والحاصل على عدة دورات بمجال الخدمة الاجتماعية، يد العون للأهالي في أرض اللواء والمهندسين وإمبابة والمناطق المجاورة، بشراء متطلباتهم بالكامل لحمايتهم من مخاطر الخروج من المنزل، دون مقابل مادي، لإيمانه بأنه عليه دور هام في المجتمع وأن "الكبار ليهم حق علينا، وبوصلهم الخضار والأكل والهدوم وكل حاجة"، ومع مرور الوقت انضم له الكثير من شباب المنطقة لمساعدة العجائز، لذلك نشط مبادرته مجددا مؤخرا مع الحديث عن موجة ثانية للفيروس بالبلاد.
"محمد" ينقل بسيارته المرضى ومصابي الفيروس
ألهمت تلك الفكرة شقيقه محمد كمال، مالك سيارة أجرة، بأن يخصص سيارته لنقل المصابين والحالات المرضية وغير القادرين سواء من مرضى كورونا أو غيرها، بعد أن شاهد دموع أحد الأفراد الذي يستنجد بسيارة تنقل زوجته المصابة بالفيروس، ليبادر بمساعدته دون مقابل مادي.
ومنذ ذلك الحين، أجرى "محمد" عدة رحلات لمساعدة الكثير بنقل المرضى لمختلف المستشفيات بالقاهرة بين معهد القلب والقصر العيني ومعهد الأورام ومستشفيات العزل وغيرهم، دون مقابل مادي، كون عربته تعمل بالغاز الطبيعي ومن ثم لم يتأثر ماديا بشدة، أو يعبأ ذلك الأمر، قائلا: "مقدرش أتأخر عن ولاد بلدي، ودي أقل حاجة ممكن أعملها للناس"، معر حرصه على تعقييم سيارته باستمرار وارتداء الكمامة الطبية.
ومع تزايد الحالات بالموجة الأولى، تكفل الرجل الثلاثيني بمصاريف "كفن" للمتوفين بالفيروس، لذلك قرر استكمال مبادرته من جديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع عودة الإصابات للتزايد، لحرصه على مساعدة الآخرين، مضيفا: "كفاية أني أقدر أساعد في علاج أو إنقاذ حد، دي بالدنيا".
تعليقات الفيسبوك