إبراهيم حجازي يكتب: .. هي دي الحكاية! (1)
إبراهيم حجازى
«الحكاية.. أن حولنا هنا فى مصر وهناك فى الخارج.. أشياء كثيرة غير مفهومة وغير مقبولة.. والغريب أننا نقبلها ونتعايش معها.. ومع الزمن اعتدناها.. ولا نرى السلبية التى نحن فيها وعليها.. تعالوا نعرف الحكاية!»
من أيام قليلة مضت.. كل جمعيات حقوق الإنسان فى أمريكا وأوروبا ومعهم السيد الأمين العام للأمم المتحدة ووكالات أنباء وصحف عالمية.. الكل واقف على حيله يرفض ويستنكر ويشجب.. القبض على ناشط فى مصر والتحقيق معه!.
وقبل أن يفكر أحد فى المزايدة.. أؤكد أن الـ100 مليون مصرى وأنا واحد منهم.. نرفض ونشجب ونستنكر.. المساس بحق من حقوق إنسان مصرى واحد.. وأيضاً!.
الـ100 مليون مصرى وأنا واحد منهم.. مع القانون وسيادة القانون وحتمية تطبيق القانون.. على كل من يخرج على القانون.. مسئولاً كان أو مواطناً عادياً أو ناشطاً سياسياً!.
الـ100 مليون مصرى وأنا واحد منهم.. مع الإفراج عن كل ناشط إن ثبتت براءته ومحاكمته إن تأكدت إدانته!.
الـ100 مليون مصرى وأنا واحد منهم.. خلاص فهمنا الحكاية ولم نعد نقبل أن يكون الناشط الحقوقى والسياسى محصناً دولياً ضد قوانين وطنه ولا يُحاسب أو يُسأل!.
نرفض هذا بعد الذى رأيناه فى 2011 وما بعدها على مدى ثلاث سنوات.. مصر فيها كانت فى كل لحظة.. يدفعونها دفعاً إلى حرب أهلية!.
نرفض.. بعدما انكشف المستور وهيلارى كلينتون فى برقياتها السرية التى تم السماح بنشرها.. تعترف بمساعدة الإخوان لأجل تولى الحكم.. وتعترف بتمويل جماعة إرهابية!. يعنى 2011 وتوابعها لم تكن أزمة حقوق إنسان فى مصر.. إنما كانت مؤامرة لأجل تقسيم مصر!
الذريعة التى استندوا إليها.. إنقاذ حقوق الإنسان فى مصر.. كان ذلك العنوان الرئيسى والمبرر.. لأجل أن تظهر فى يوم وليلة «ثورات» الربيع العربى فى عدة بلاد عربية.. وحدث ما حدث وكلنا عشناه ورأيناه!.
فاتت 9 سنوات.. ويبدو أنهم لم ينسوا.. وبدرى بدرى.. فوجئنا بعدوى أسرع من كورونا.. تضرب «بتوع» حقوق الإنسان فى الغرب.. ومعاهم الأمم المتحدة!. وسبحان الله أراد أن يفضحهم.. فضيحة نشال اتمسك فى جامع!. حرب نشبت فى إثيوبيا! جيش إثيوبيا يحارب إقليماً من أقاليم إثيوبيا!. مسألة عرقية أو سياسية أو أى شىء.. هذا موضوع يمكن مناقشته.. ولكن!.
الذى لا يقبل نقاشاً أو حواراً أو تفسيراً أو كلاماً.. أن يقوم جيش نظامى بضرب المدنيين وأهداف مدنية.. هى فى النهاية من الدولة الإثيوبية!.
فى الحروب بين الدول الأعداء.. القائد الذى يأمر قواته بضرب المدنيين والأهداف المدنية.. يعتبر مجرم حرب!.
فى الحرب الإثيوبية على إقليم إثيوبى.. أكثر من 100 ألف إثيوبى.. هربوا من جحيم الجيش الإثيوبى وتركوا بيوتهم وأعمالهم وأرضهم وفروا بما يقدرون على حمله.. إلى السودان!.
نحن أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما أن «بتوع» حقوق إنسان أمريكا والغرب لم يخبرهم أحد بالمذابح التى تتم فى إثيوبيا.. أو!.
إثيوبيا ورئيس وزرائها «اللى واخد جايزة نوبل للسلام» ليسا ضمن مقرر حقوق الإنسان.. واضح تماماً أن مقرر حقوق الإنسان.. يطبق فقط على الدول العربية.. بينما إثيوبيا ورئيس وزرائها «بتاع نوبل».. بره المقرر والحقوق عندهم على الكيف!
نصل إلى المفيد فى حكايتنا.. وهى أننا كعرب اعتدنا أن نتكلم فى بعضنا.. والذى نقوله.. «نِعِيْدهُ ونزِيْدهُ».. ولا يتخطى حدودنا ولا يمثل أى ضغوط عليهم هناك!
تعالوا نخرج عما تعودنا عليه واعتدناه فى أمر مثل هذا.. ألا وهو.. الكلام فى بعضنا!
تعالوا نضغط عليهم ونكشف أفعالهم.. ليس بالكلام مع أصحاب اختراع حقوق الإنسان.. إنما مع قوى الضغط فى المجتمعات الغربية!. منظمات المجتمع المدنى فى أوروبا وأمريكا وهى قوة ضغط هائلة!. لماذا لا نضغط نحن عليها من خلال مواقعها الإلكترونية.. بآلاف الرسائل القصيرة التى تفضح المنظمات الحقوقية.. التى وقفت على حيلها لأجل حق إنسان واحد.. واتخرست ولم تنطق بكلمة ومئات المدنيين الإثيوبيين ماتوا والآلاف تشردوا؟
قد يقول البعض: الكلام حلو لكن التنفيذ إزاى؟
لا والله.. التنفيذ أسهل من الكلام.. وليس هذا كلاماً مرسلاً إنما فعلٌ نفذناه هنا فى مصر!. كيف؟
وقت أن قتل جنود من جيش إسرائيل بدم بارد.. طفلاً صغيراً جالساً فى حجر والده.. يحتميان بجدار.. وكل ما يملكه الأب الأعزل وابنه.. فى الدفاع عن حياتهما.. الصراخ ربما ينقذهما أحد أو يستيقظ ضمير الجنود القتلة!. طلقات الرصاص أوقفت صراخ الطفل للأبد!. الأوغاد قتلوا الطفل محمد الدرة!.
وقتها كنت رئيساً لتحرير الأهرام الرياضى.. فكرت وخططت ونفذت أول حملة ضغط خارج الحدود!. صممنا كارت.. عليه صورة الجنود وهم يقتلون محمد الدرة وعلى الوجه الآخر.. رسالة كاملة متكاملة فى أقل عدد من الكلمات موجهة للغرب.. أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا.
الرسالة التى كتبناها بأربع لغات.. مختلفة وفقاً للدولة المرسلة إليها.. طبعنا 250 ألف كارت.. فى كل عدد من الأهرام الرياضى كارت.. وداخل العدد نشرنا أسماء وإيميلات الجهات المستهدفة فى هذه الدول!
الآن الدنيا تغيرت.. والسوشيال ميديا فى متناول الجميع وتصل إلى جميع سكان الأرض!. وبسم الله ما شاء الله.. شبابنا مشغول بها ومتمكن من أدواتها.. وبالإمكان أن يكون الشباب العربى أقوى قوة ضغط فى العالم!
الفرصة قائمة أمامنا.. والرسائل المطلوب الضغط بها على الخارج.. والعناوين الإلكترونية التى ترسل لها.. يقينى أن جريدة «الوطن» يمكن أن تقوم بها وتقدم نموذجاً لها ولتكن البداية.. مع الأمين العام للأمم المتحدة.. و20 ألف رسالة على بريده الإلكترونى.. نطمئنه فيها على حقوق النشطاء.. ونبلغه أن هناك شعباً يُقتل ويتشرد فى إثيوبيا وسيادته لا يعرف!
من الآخر.. يمكن لنا أن نمثل قوة ضغط هائلة على أى جهة خارجية!. الشباب العربى فى مسابقة ستار أكاديمى بلبنان.. وفى أى مسابقة من المسابقات.. يرسل مئات الآلاف من الرسائل!. يعنى نقدر نفضح «هجماتهم الحقوقية» بآلاف الرسائل الإلكترونية لكل منظماتهم المدنية. وهى دى الحكاية!