بريد الوطن.. ساعة الصفر وكلمة السر: الزلزال
ساعة الصفر وكلمة السر: الزلزال
عُصبة من الرجال تبدو عليهم سمات الوجاهة من ملبسهم وعرباتهم الفارهة، نزلوا بإحدى قرى الصعيد، واجتمعوا بعمدة القرية وشرحوا له أمراً جللاً سوف يحدث، إذ أخبروه بأنهم وفد من هيئة البحوث المصرية وبأنه فى تمام العاشرة مساءً سوف يضرب القرية زلزال بمقياس ثمانية ريختر، وعلى الجميع أن يتجه صوب الخلاء حتى يتسنى لهم متابعة الكارثة عن كثب، ومحاولة الحد من توابعها وتصوير ذلك الحدث ونقله بالصوت والصورة لكافة أنحاء العالم، وأخبروه أيضاً بأن القرية ستكون مركزاً للزلزال.
أمر العمدة بتجميع الناس وخطب فيهم موضحاً لهم تلك الكارثة التى ستحل عليهم، ولما سمع الناس كلامه راحوا يضربون كفاً بكف.. أكرم العمدة وحاشيته نُزل الوفد ولم يدعوا فى جهدهم جهداً إلا وبذلوه.. حلت ساعة الصفر، فأخرج أفراد القرية مواشيهم وأطفالهم وذهبوا إلى الخلاء مُخلفين وراءهم بيوتهم وما تحويه البيوت من أثاث فلم يكن فى مقدورهم أخذ شىء بعد أن داهمهم الوقت.. ولم يشك أحد أو تتسلل الريبة إلى نفسه أن الزلزال قادم لا محالة.
مرت الليلة على أهل القرية أشبه بالدهر وفى الصباح اكتشفوا أن الوفد لم يكن سوى مجموعة من اللصوص لم يتركوا شيئاً ذا قيمة إلا وسلبوه.
أشرف غازى، قاص مصرى - البحيرة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com