جيران العقار المنهار بحدائق القبة: عشنا يوم رعب ونزلنا الشارع بملابس النوم
انهيار عقار حدائق القبة
تراب كثيف تخلل جميع أركان شارع مصطفى عبد السميع، في عزبة مكاوي بحدائق القبة، صوت مدوي أيقظ الجميع من أعماق نومهم، سكان الشارع يخرجون من منزلهم ليروا ما يحدث بالخارج في محاولة بائسة لمعرفة مصدر الصوت، لحظات من عدم الوعي، بين اختلاط الأحلام بالواقع، هل ما يرونه حقيقة أم أن النوم أثر على عقولهم وامتد أثره ليسيروا وهم نيام، قبل أن يبدأ الغبار في الهدوء ويكتشفوا الكارثة بانهيار أحد عقارات الشارع على سكانه.
مع اقتراب الساعة من الحادية عشر صباح اليوم، شهد الشارع انهيار عقار مكوّن من ثلاثة طوابق وبداخله سكان من المستأجرين، وتمكن رجال الحماية المدنية من إخراج شخص من تحت الأنقاض أصيب بجروح عدة وتم نقله إلى مستشفى الدمرداش على الفور لتلقي العلاج اللازم.
رغبته في شرب سيجارة أولى قبل الذهاب لعمله، دفع محمد حمدي، إلى الخروج من منزله وقت الحادث ليشتري علبة سجائر قبل أن يلاحظ حركة غريبة في المنزل المنهار قبل سقوطه، "حسيته بيتهز وقولت تلاقيني بيتهيألي عشان لسه صاحي بس".
لحظات قليلة وانهار العقار دون استئذان، أمام أعين "محمد"، رمى سيجارته من بين أصابعه، وجرى بأقصى سرعة عرفتها قدماه منذ ولادته، والتراب يغطيه من كل الجوانب، حتى اصطدم بقوة في حائط فعلم أنه وصل للشارع المجاور، "أنا كنت زي المجنون حاسس إني خلاص هموت، وربنا نجاني على آخر لحظة".
انهيار العقار تسبب في ضرر لشقيقة عادل محمد، أحد السكان، حيث انهيار العقار، وتسبب في أذى شرفتها التي كانت تحمل أغلب لوازم الزواج، "عفش أختي كله باظ والباقي مش قادرين نطلع ناخده عشان خايفين حاجة من البيت تقع بينا".
إسلام حمادة، أحد جيران العقار المنهار عبّر عن حزنه مما حدث، "مش لاقي كلام أوصف بيه اللي حصل، أكبر خضة عيشتها في حياتي كانت النهاردة، البيت صوته كانت زي القنبلة، خلالنا اترعبنا، وخوفنا أكتر لما عرفنا إن في ناس تحت البيت، وسمعنا صوت صريخ حد بيقول إلحقوني يا جدعان وطلعناه مصاب".
بملابس نوم غير متسقة، نزل "إسلام" إلى الشارع ليطمئن على جيرانه ومنزل خطيبته المجاور للواقعة، قبل أن تأمر الشرطة بإخلاءه ليقطنوا منزل آخر، "فجأة لقينا شرطة وإسعاف كأننا في فيلم، اللي حصل محدش عارف ينساه".