وحيد حامد في حوار مسجل: مثقف «مخبر» سبب حذف مشاهد من فيلم «البريء»
السيناريست وحيد حامد
عرض الدكتور خالد منتصر، المفكر السياسي، حوارا مسجلا مع السيناريست الراحل وحيد حامد، أجراه عام 2007، ذكر خلاله حامد أنه لا يتبع مسألة «خالف تعرف»، فالكاتب الذي يكون قدره أن يكون مهمومًا بمشاكل المواطنين لابد أن تكون لديه أمانة القاضي وأن يعطي كل ذي حقٍ حقه، فالافتراء بالباطل على بعض الفئات ليس في مصلحة الكاتب أولًا، موضحًا أنه كان معروفًا بأن الرقابة الفنية لا تمنع له فيلمًا وهذا حقيقي كونه على دراية كبيرة بالقانون، والرقابة يحكمها قانون، «لازم نعرف القانون أولا وبعدين نخش في العمل».
الرقابة أجازت البريء بنهايته لكن أحد المثقفين حاول مغازلة السلطة
وأضاف «حامد»، أنه يجب أن يكون لدى الكاتب صبر استعداد للتضحية بأن عمله لا يرى النور من أجل أن يطبق القانون، فإذا رفضت الرقابة الفيلم، هناك لجنة تظلمات مثل القضاء تمامًا، وإذا أقرت لجنة التظلمات ما أقرته الرقابة ورفضت الفيلم، هناك لجنة عليا للرقابة، وإذا رفضت الفيلم، يتم اللجوء إلى المحكمة، موضحًا أن فيلم «البريء» للأسف الشديد بعد أن أجازته الرقابة بنهايته، إلا أن أحد المثقفين أراد أن يغازل السلطة، وعندما شاهد العرض الخاص بالفيلم أبلغ عن الفيلم.
نسبة كبيرة من النخب المثقفة لدينا مخبرون
وأكد السيناريست الراحل في الحوار المسجل، أن هذا المثقف قال للسلطة « إزاي تسمحوا بالفيلم ده وفإيد كل عسكري مدفع رشاش ممكن يستخدمه زي ما هو عاوز، الدنيا بقى اتقلبت، المنتج خاف على الفلوس بتاعته، أحيانا يتحول المثقف لمخبر، ونسبة كبيرة جدا من النخبة المثقفين عندنا مخبرين، الدنيا ارتبكت وأحيانا يكون الخوف هو العملاق، المنتج معذور أنفق على فيلم عاوز يسترد فلوسه بأي شكل».
وزراء الدفاع والداخلية والثقافة أمروا بحذف مشاهد من البريء
وأشار إلى أنه تم إرساء الأمر على مشاهدة وزراء الدفاع والداخلية والثقافة لهذا العمل، وتم تحديد يوم الأربعاء لرؤيته، لكنهم اجتمعوا يوم الثلاثاء وشاهدوا الفيلم من نسخة ذهبت اليهم بدون علم القائمين على العمل، حتى لا يشاهدوه معهم، « لو كنا موجودين كنا تمسكنا بفيلمنا وناقشنا الوزراء أنا وعاطف الطيب، الفيلم اتشال منه حاجات كتير مش بس نهايته، كان أي حاجة مش بتعجبهم في الفيلم يشيلوها لدرجة أنهم حذفوا مقولة: ده كيلوا التفاح بـقى بـ 25 قرش، عشان محدش يتكلم عن غلاء الأسعار».
وتابع: « الوزراء شافوا الفيلم مهلهل بالطريقة دي قالوا إنتوا جيبنا نتفرج على إيه، فيه فيلم آخر تم ذبحه أثناء وجودي في فرنسا وهو فيلم كشف المستور وحذف منه 18 مشهدا».
وتوفي الكاتب والسيناريست وحيد حامد صباح اليوم عن عمر ناهز الـ 77 عامًا بعد صراعًا مع المرض.