مع بداية 2021.. 6 خطوات ينتهجها الإسلام في استقبال العام الجديد
العام الجديد
يحتفل العالم هذه الأيام ببدء عام ميلادي جديد، 2021، وجرت العادة لدى الكثيرين من الناس البدء في التخطيط لحياتهم والتغيرات التي تطرأ على خططهم الحياتية مع بداية كل سنة ميلادية جديدة، وتستعرض الوطن في السطور التالية، أبرز الخطوات التي انتهجها الإسلام مع بداية الأعوام الجديدة، والتي وضحها الشيخ حسين القحطاني، في سلسلة من المقالات والمدونات التي جاءت بعنوان المنهج الرشيد في إستقبال العام الجديد، وجاءت كالتالي:
الاعتبار بمرور الأيام
عجلة الزمن تدور، وأيام الحياة تمر، والتأمل فيما يجري، مطلبٌ شرعي، أمرنا الله تعالى به في كتابه الكريم فقال سبحانه: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر: 2]…
قال الفضيل بن عياض لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله و إنا إليه راجعون.
قال الفضيل: أتعرف تفسير قولك: إنا لله و إنا إليه راجعون!
إن من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول، فليعد للسؤال جوابا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة. قال: ما هي؟ قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وما بقي والأعمال بالخواتيم.
إن الفرح بقطع الأيام والأعوام دون اعتبار وحساب لما كان فيها ويكون بعدها هو من البيع المغبون، فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده.
التفاؤل والاستبشار بالخير
من أهم الأشياء هي التفاؤل بالخير والإستبشار بأن قادم الأيام أفضل، مع كل عام جديد، والانطلاق بروحٍ جديدة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يعجبه عليه الصلاة والسلام الفأل الحسن ويكره الطيرة" رواه ابن ماجة والحاكم، بل ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أبعد من ذلك فقال كما في حديث أبي هريرة “إذا قال هلك الناس فهو أهلكهم” رواه مسلم.
لقد كان صلى الله عليه وسلم يستصحب التفاؤل في كل أحواله، ويستشرف المستقبل جيداً بروح طموحة متفائلة، كارهاً للتشاؤم، ناظراً لقادم الأيام بنظرةٍ ثاقبة، عن عائشة أنها قالت للرسول عليه الصلاة والسلام: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: “لقد لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت – وأنا مهموم – على وجهي فلم أفق إلا في قرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم”. قال: “فناداني ملك الجبال فسلّم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين “فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا”. متفق عليه.
التخطيط السليم للأعمال
شدد القحطاني، أنه لابد من إدراك أنّ للنجاح وسائل موصلة إليه، ولا يمكن أن تكون ناجحاً بدون تلك الوسائل، ولكي تكون ناجحاً لا بد لك من التخطيط السليم لنشاطك ووقتك، حيث لا يخفى علينا أهمية التخطيط في نجاح الفرد في دراسته أو عمله بخاصة أو حياته بعامة.
ولذلك فالتخطيط هو خير معين لك للنجاح في الوصول إلى أهدافك، وكما تقول الحكمة: "ليس تحديد الهدف هو أهم ما في الأمر، الأهم هو خطة السعي وراء تحقيقه والالتزام بهذه الخطة". بل هو أساس النجاح وكما هي الحكمة الشهيرة التي تقول: "إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل".
ويذهب أحد حكماء الإدارة (ستيفن إيه برينان) إلى أبعد من ذلك حيث يجعل التخطيط هو السبيل الأوحد للنجاح فيقول: "يمكننا الوصول إلى أهدافنا فقط من خلال خطة نعتنقها بشدة ونعمل على تنفيذها بقوة. ليس هناك طريق آخر إلى النجاح".
العزيمة الصادقة
إنّ اتصاف المرء بالعزيمة والطموح في ضوء نور معرفته لهدفه وسبيله، هو أقوى ما يمكن أن يتصف به الشخص الفاعل والمؤثر، فالعزيمة تدفع وتقوّي، والطموح يُبشّر ويجذب نحو الهدف المرسوم، وصدق الله إذ يقول: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) [آل عمران: 159]…
ويرى القحطاني: قد يتفوق المؤمن الفقير بهمته العالية على الغني كثير المال كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم"، قالوا: يا رسول الله! كيف يسبق درهم مائة ألف؟، قال: "رجل كان له درهمان، فأخذ أحدهما، فتصدق به، وآخر له مال كثير، فأخذ من عرْضها مائة ألف".
التجديد في الإيمان
وأكد القحطاني، أنه ينبغي على المسلم أن يجدد في إيمانه، في صلته بربه، أن يغير في طريقة حياته وأعماله ونشاطاته الخيرية، حتى تجري دماء التجديد في جسمه، على أن يتخذ لنفسه برنامجاً جديداً حافلاً، يقرأ القرآن ليجدد إيمانه، يتأمل حياة النبي صلى الله عليه وسلم ليجدد أخلاقه وتعامله، يزور القبور ليجدّد لواعج الخوف في قلبه، يزور المرضى ليكسب الأجر.
اغتنام الأوقات بالطاعات
وطالب القحطاني، بأن ينظر المسلم في أي شيء يصرف وقته، قال بعض أهل العلم: رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً، إن طال الليل فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب أو سمر قراءة كتاب في أي شيء؟ فيما لا ينفع ككثيرٍ من القصص التافهة، وإن طال النهار فبالنوم، أو التسكع على الأرصفة والشواطئ والصّف في الأسواق، يقتلون أوقاتهم ويضيّعونها فيما لا فائدة منه.