دينا عبدالفتاح تكتب: 2021.. منطق رد الفعل!
دينا عبد الفتاح
كل عام وأنتم جميعاً بكل خير وسعادة.. وأتمنى أن يكون العام الجديد نقطة مضيئة على خط العمر وأن يحقق كل منا ما يتمناه وما يعمل لأجله.
يبدو أن منطق رد الفعل سيحكم أسلوب حياتنا فى العام الجديد، أى إننا سننتظر الظروف ثم نتعامل معها فى ضوء صعوبة التوقع لما هو قادم وصعوبة وضع خطة يمكن أن تتأقلم مع المتغيرات التى قد تحدث.
وبالتالى سنخطط ونجتهد، ولكن علينا أن نعدل من خطتنا بصفة دائمة وأن نحاول التأقلم والتعايش مع العام الجديد وفقاً لما يخبئه القدر ووفقاً لما تنذر به ضبابية الأحداث الحالية، فلا أحد يعلم إلى أين نتجه.. هل ستستمر عجلة الإنتاج وتتحرك الحياة؟ أم سيتوقف النشاط الاقتصادى ويعود العالم إلى جزر منعزلة من جديد كما كان فى 2020 بفعل فيروس كورونا المستجد.. كوفيد 19 أو كوفيد 20 أو كوفيد......؟!
وهناك منطق اقتصادى يقول إنه كلما كانت هناك صعوبة فى التنبؤ كانت درجة المخاطرة أعلى.. وكلما ارتفعت درجة المخاطرة ترتفع معها نسب المكاسب أو الخسائر المحتملة.. وبالتالى فالعام الجديد سيكون فرصة لتحقيق مكاسب غير عادية أو لا قدر الله تحدياً وراءه خسائر غير عادية.
وهذا المنطق سيحكم كلاً من الفرد والاقتصاد، وتتوقف احتمالات تحقيق الأرباح أو الخسائر على عنصرين رئيسيين، الأول؛ الرهان الصائب، أى مدى قدرة الفرد والاقتصاد على تحديد رهان رابح له فى العام الجديد.
أما الثانى فيرتبط بـ«المرونة»، وتعنى مدى قدرتنا على التأقلم والتعايش مع المتغيرات المحتملة فى العام الجديد.
لذا فالاقتصاد والفرد كلاهما أصبح مطالباً بعاملين فى 2021، الأول أن يراهن على شىء ما، وليكن عملاً معيناً.. استثماراً معيناً.. تجارة معينة.. أسلوب حياة معيناً، والثانى أن يكون مرناً فى التعامل مع المستجدات وأن يحتمل كل شىء حتى ولو لم تتوافر المبررات المنطقية لحدوثه.
ويبقى التحدى الأكبر فى هذا العام هو تحدى الحفاظ على الأرواح.. فالفرد مطالب بالحفاظ على نفسه وعلى من حوله.. والحكومة مطالبة بصياغة السياسات واتخاذ القرارات التى تكفل الحفاظ على أرواح الجميع قدر إمكانها.. وهذا التحدى يتطلب تعاوناً كاملاً بين الفرد والحكومة، فلا قيمة للقرارات العامة لو لم يلتزم بها الأفراد، ولا قيمة لالتزام أحدنا بالإجراءات الوقائية إن لم يلتزم من بجواره.
وبالتالى علينا جميعاً أن نتحمل مسئوليتنا تجاه هذا الوباء وأن نكون أكثر حرصاً على أنفسنا وعلى غيرنا وأن نكون أكثر شفافية فى تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين.. فإن كان أحدنا لا يهتم بحياته فلا يضر بحياة غيره.. وإن كان أحدنا لا يخشى مواجهة المرض.. فلا ينقله لغيره.. وإن كان أحدنا يثق فى مناعته.. فمن بجواره قد يعانون من ضعف المناعة.
ومع كل ذلك.. الجميع مطالب بالعمل والاجتهاد والمثابرة حتى نخرج بأكبر المكاسب المحتملة أو أقل الخسائر من هذه الظروف التى لا يعلم مصيرها إلا الله.. فهى لا تخضع لمعادلات اقتصادية أو قوانين طبيعة أو توقعات البشر بالكامل.
أصحاب الشركات والمشروعات عليهم اتخاذ القرارات بشكل أكثر تأنياً.. سواء بالاستثمار أو التشغيل أو التخطيط للمبيعات، وعليهم تجنيب احتياطيات كبيرة للتعامل مع المخاطر المحتملة فى المستقبل القريب.. وفى تصورى أن هذه الاحتياطيات سترسم مستقبل بقاء المؤسسات وستحدد مدى قوتها خلال الفترة المقبلة.
عادات الاستهلاك لدى الأفراد لا بد أن تتغير وأن نصبح أكثر حرصاً فى الإنفاق وبناء قدر معقول من الادخار لمواجهة تراجع الدخل فى المستقبل أو انهياره كاملاً.. لا قدر الله.. فلا أحد يضمن شيئاً فى هذه الظروف.