التنمر بذوي الإعاقة بـ«الترهيب والإجبار والتعليق».. ونفسي: أزمة تربية
تعذيب أحد ذوي الإعاقة بالشرقية بتعليقه في مسمار
شهدت مصر خلال الآونة الأخيرة وقائع تنمر بشعة، اهتزت لها مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب بسببها رواد السوشيال ميديا بأقصى العقوبات على فاعليها، الذين استباحوا مضايقة المعاقين قليلي الحيلة، من أجل التسلية والضحك على إهانة مشاعرهم، وآخرها جاء بالأمس، بعدما علق مجموعة من الشباب معاقا في مسمار.
تداول مقطع فيديو على السوشيال ميديا، يظهر فيه شابان علق أحدهما شاب من ذوي الإعاقة الذهنية على مسمار بأحد الأبواب، بينما يقوم الآخر بتوثيق الواقعة بالفيديو، داخل إحدى قرى محافظة الشرقية، وسط تعالي الضحكات وعلامات السعادة البالغة التي رسمت على وجههما بما فعلا من تنمر بجوار الشاب المعاق الذي لا حول له ولا قوة.
ذلك المشهد المؤسف والتنمر الذي يخلو من معاني الإنسانية لشابين نُزعت الرحمة من قلبهما، تكرر عدة مرات وبطرق مختلفة مع ذوي الإعاقة، ومنها تداول واقعة تعرض شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة للتنمر والاعتداء بالضرب من قبل حلاق وصديقه داخل صالون الحلاقة، قبل أن تضبطهم قوات الأمن.
كما شهدت المطرية، واقعة تنمّر على معاق من ذوي الاحتياجات الخاصة، خلال سيره بطريق عودته إلى منزله حاملًا بعض الخبز لتناول الطعام، حيث أجبره شخص يدعى زياد، على الرقص والغناء.
وفي السياق ذاته، تعرض شاب مصاب بـ«متلازمة داون»، للتنمر والترهيب بكلب بوليسي يقتاده مجموعة من الشباب، في منطقة مصر القديمة بالقاهرة.
خبير نفسي: المتنمر يعاني من نقص تقديره لذاته.. و«نفسه يبقى تريند»
قد تكون الأسباب التي تدفع المتنمرين لممارسة ذلك الفعل الدنيء متمثلة في الظروف الأسرية أو المادية أو الاجتماعية التى عاشها المتنمر، وفقًا لما قالته الدكتورة هالة حماد، اسشاري الطب النفسي، لافتة إلى أن التأثر بالتريند وحب الشهرة يكون دافعا قويا لهؤلاء.
وأضافت حماد لـ«الوطن»، أنه قد يكون المتنمر يعانى من مرض عضوى معين أو نقص في منطقة الشكل الخارجى، أو كلا العاملين وهو ما يدفعه بتعويضها من خلال التنمر.
وأشارت إلى أن المتنمر يعاني من عدم تقدير لذاته واضطراب في شخصيته، فضلًا عن أنه أدمن السلوك العدواني تجاه الآخرين وخاصة الضعاف من الناس مثل ذوي الإعاقة، والذي لا يجد منهم رد ما يعطيه المساحة لفرض سطوته المزيفة وإعطاء ذاته شعورا بالقوة غير الحقيقة.
وأوضحت الخبيرة النفسية، أن الاكتئاب والأمراض النفسية قد تكون سببا ودافعا للتنمر، وهو ما تنعكس آثاره على الشخص، كما أن غياب دور الأسرة ونقص التربية السليمة يتيح للمتنمر القيام بأفعاله المشينة.