تغيرت الحياة من حوله ولم تنل الغربة منه شيئًا، الأصل ثابت وإن ابتعدت المسافات، حين اشتدت أزمة الوباء العالمي الذي عصف بالجميع كانت بصماته حاضرة في الداخل والخارج، يساعد أهل بلده الأم وسخر طاقته لمساعدة أناس لم تربطه بهم من قبل أي صلة في إيطاليا التي يقيم بها منذ 14 عاما بدافع الرحمة والإنسانية.
«لازم نحس ببعض وقت الأزمات حتى بعدنا سنين عن أهلنا»، يقول تامر المحروقي، ابن محافظة المنوفية في بداية حديثه لـ«الوطن» عن مبادرته «أكسجين تلا» التي دشنها من محل إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية بالتواصل الإلكتروني مع أهل بلده في مصر لدعم مصابي فيروس كورونا في العزل المنزلي وتقليل الضغط على المستشفيات مع ارتفاع أعداد الإصابات من جديد في الموجة الثانية.
مسؤول بكل قرية للمبادرة لتوصيل الخدمة للأهالي على مدار 24 ساعة
شبكة تبرع بأنابيب الأكسجين تربط كافة قرى مركز تلا بالمنوفية ببعضها البعض: «لما لقيت ناس كتير بتتعب في العزل وتحتاج أنابيب أكسجين بدأت أتواصل مع معارفي في كل قرية، وجمعنا أرقام أصحاب أنابيب الأكسجين»، مع تحديد رقم مسؤول بكل قرية كمنسق للمبادرة لاستمرار توصيل الخدمة للأهالي في كل قرية على مدار 24 ساعة: «لما حطينا أرقام مخصصة لتوصيل الأنابيب في كل قرية الناس حست بالأمان وقللنا الضغط على المستشفيات»، بحسب تعبير تامر المقيم في إيطاليا.
توفير أجهزة أكسجين وتمريض متطوع لرعاية الحالات الحرجة
اتصالات الشاب الثلاثيني المغترب في الموجة الثانية من فيروس كورونا لم تتوقف عند تدشين شبكة تبرع بالأكسجين فحسب، بل سعى للتنسيق مع شباب «تلا» لشراء أجهزة لقياس الأكسجين وبدل واقية لمتطوعي الحملة ومواد تعقيم للأهالي، مع توفير طواقم تمريض متطوعة لمتابعة الحالات المتأخرة في المنازل.
«جدعنة» تامر ابن المنوفية اتضحت جليًا من قبل في الموجة الأولى من الوباء، بعد أن خلت شوارع إيطاليا ومحالها التجارية من البشر بفعل حظر التجوال المفروض من جانب الحكومة للتحكم في أزمة تفشي فيروس كورونا بينهم، بادر هو وعدد من الشباب المصري بمساعدة أسر مدينة ميلانو بتوزيع السلع الغذائية والمستلزمات المنزلية عليهم وتوصيلها إلى البيت دون مقابل، "واحد مننا كان عنده مخزن لأدوات المعمار حوله لمخزن بنجمع فيه السلع من المتبرعين ونوزعها على المحتاجين سواء كانت الأسر دي عربية أو إيطالية أو أي جنسية"، بحسب قوله.
وفي عضون أيام قليلة انتشرت خلالها المبادرة المصرية في كافة أنحاء مدينة ميلانو الإيطالية، استقبل الشباب المصري الطلبات من الأسر التي تعاني من نقص في المواد الغذائية أو المسلتزمات المنزلية كالصابون وألبان الأطفال وغيرها.
تعليقات الفيسبوك