«رجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ».. آيات من الذكر الحكيم رفعها شاب صعيدي في العقد الثالث من عمره يدعى أدهم محمد عبده الضيفي غازي، وشهرته «أدهم الضيفي» والذي جاء من مركز مراغة بمحافظة سوهاج سعيا في العمل بائعا متجولا لبيع الموز والفاكهة أمام أبواب مستشفى المحلة العام شارع البحر الرئيسي، مستخدما كتاب الله «المصحف» وسبيله لكسب رضا ربه خلال ساعات عمله اليومية والتي قد تتجاوز 12 ساعة اليومية وهو ما لاقى استحسان عدد من أسر وعائلات المدينه العمالية الذين حرصوا على شراء الفاكهة من فرشه لحسن أخلاقه ولسانه المهذب.
ورصدت «الوطن» ملامح حركة شارعي الجيش والبحر اللذين يعدان من أشهر ملامح الحياة داخل مجتمع المحلاوي وسط حركة مرورية وتكدس سير السيارات، ما يحدث إزعاجا لدى المارة، ولكن سرعان ما تغلب الشاب السوهاجي على تلك المواقف وصمم صاحب البشرة السمراء على العمل والعبادة معا من أجل جلب مال يكفيه على العيش بالحلال ومساعدة أسرته على تحمل الظروف المعيشية.
«الحمد لله ربنا بيرزقني ودايما برضي بقليلي وبحب شغلي جدا وأنا جيت من الصعيد إلى مدينة المحلة للعمل في بيع الفاكهة والخضار ودايما بسعى على ختم القرآن الكريم أسبوعيا» بتلك الكلمات عبر صاحب الشعر متشعب والعينين ناصعة البياض الشاب أدهم الضيفي، 24 عاما، مشيرا إلى أنه حصل على شهادة الدبلوم الصناعي في ظروف عصيبة كون أسرته مكون من والده والذي يعمل باليومية وخمس فتيات شقيقاته وأخا واحد أكبر منه ببضع سنوات، لافتا إلى أن «ربنا يبارك في أهلي وعزوتي والحمد لله خطبت خلال 3 أشهر اللي فاتوا بنت من بلدنا واديت كلمه لأهلها اني أدخل عليها وأتجوز آخر السنة دي بإذن الله».
«الضيفي» الشاب الصعيدي يحلم بتأسيس عش الزوجية
وتابع الشاب في تصريحات صحفية لـ«الوطن»: «نفسي أحقق حلمي إني أكون ليا شقة أو مشروع كويس أقدر أكل عيش منه وأحقق حلمي بإني يكون ليا أسرة لأن أهل خطيبتي لو موفتش بالاشتراطات معهم الجواز مش هتمشي وأنا عايش في المحلة عند حد قريبي من سوهاج ابن حلال ونفسي استقر ويبقي ليا عش زوجية مع إنسانة اختارها قلبي».
وكشف الشاب المكافح عن مسار حياته طوال 7 سنوات الأخيرة والتي تخللها بقوله «أنا اشتغلت كل حاجة، نزلت القاهرة ومحطة رمسيس بيعت حاجات كبائع متجول وروحت محطة رمسيس عشان أشتغل شيال بالأجرة وأنا عمري ما أخجل من شىء طالما بأكل بالحلال من عرق جبيني وبتعب عشان كده وربنا بيبارك الحمد لله».
وأوضح الشاب «الضيفي» بقوله: «أملي في ربنا كبير وعمري ما كنت طمعان في شىء بحياتي.. أمي وأبويا ناس كبيرة في السن ولهما رعايتهما الخاصة وأنا وأخويا واخواتي البنات بنسعى على برهما وتعويضهما على شقاءهما طول حياتهما وربنا يحفظهما دايما يا رب العالمين».
في المقابل، أكد الشاب فتحي أصيل في أوائل العقد الثالث من عمره أنه يهوى التصوير الفوتوغرافي وحرص خلال جولته بشوارع المدينة العمالية على التقاط صورة للشاب «الضيفي» لافتا بقوله «شاب جدع بيسعى على لقمة عيشة واتشرف بصداقته وفعلا صدقت الحكمة اللي بتقول من جد وجد وهو أخلاق ورجولة ودايما كتاب الله لا يفارق يداه وربنا يوفقه».
واختتم «أصيل» بقوله «كل الناس في المحلة من رواد التواصل الاجتماعي فيس بوك بيشكروا في الشاب الصعيدي ودايما بيشتغل 14 ساعة في اليوم عشان يبقى مستور وناجح في حياته دايما وربنا يوفقه يستاهل كل خير».
تعليقات الفيسبوك