سياسيون وحزبيون: الحياة السياسية والحزبية تحولت من الصفر إلى الوجود
الشهابى
أسفرت أحداث 25 يناير عن تغيّر كامل فى شكل الحياة الحزبية بمصر، حيث قضت على الحزب الوطنى الذى ظل مسيطراً على مدار عقود، كما أنها أسهمت فى صعود تنظيم الإخوان الإرهابى، الذى ظل فى العمل السرى عشرات السنوات منذ نشأته فى عام 1928، وظهور أحزاب واختفاء أخرى وتراجع البعض. وأكد عدد من السياسيين والحزبيين ضبابية المشهد الحزبى عقب ثورة 25 يناير، عندما صعد حزب الحرية والعدالة الممثل عن جماعة الإخوان، والذى جاء بديلاً عن الحزب الوطنى الذى ظل مسيطراً على الحياة الحزبية لسنوات قبل سقوطه فى 2011، رغم أنه لم يكن لديه الرؤية الشاملة للحزب ولم يمارس العمل السياسى.
الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أنّه بعد 25 يناير لم يكن حزب الحرية والعدالة «ذراع جماعة الإخوان» يمتلك الرؤية الشاملة للعمل الحزبى ولم يمارس السياسة، وكان أداؤه فصائلياً ولا تستطيع مقارنته بأى حزب، فى المقابل كان هناك الحزب الوطنى الذى كان قبل 2011، فهو حزب حاكم واحتكر الحياة السياسية. وقال «فهمى» إن المجلس العسكرى أعطى تسهيلات كثيرة لتأسيس الأحزاب بنوايا طيبة لعمل حياة حزبية وسياسية جديدة، ولكن تعدد الأحزاب أدى إلى ظاهرة الكم مقابل الكيف، حيث نشأت عشرات الأحزاب بدون برامج وبدون رؤية.
«فهمي»: «مستقبل وطن» لم يرث الحزب الوطني
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، لـ«الوطن»، أن «مستقبل وطن»، لم يرث الحزب الوطنى، وليس حزب الدولة، فهو حزب الأغلبية وسيطر على الساحة ولكن لم يحتكر الحياة السياسية، فهناك فرص جيدة للأحزاب الأخرى، ولكنها تفتقر الممارسة السياسية، ولا توجد تنشئة سياسية بقياداتها برموزها فى الأحزاب. وتابع: حزب الوفد رغم تمثيله بمجلس النواب ولكن لا يمثل القوى الوفدية فى المجتمع، واختفى اليسار تماماً رغم أنه يمثل النخبة، وكذلك التيار الشعبى الذى اندثر، حيث إنه عبارة عن مجموعة من الأحزاب لم تعد موجودة الآن.
«الشهابي»: الإخوان سيطروا على الشارع والسياسة بعد يناير
وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب «الجيل»: بعد يناير 2011، كانت جماعة الإخوان مسيطرة على الشارع المصرى والمشهد السياسى، وكانت لها الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، وكذلك حزب النور كان يسير على خطى نفس المدرسة، ولم يتغير الوضع الحزبى آنذاك، حيث كان لمن يسيطر على البلاد. وأضاف الشهابى، لـ«الوطن»، أن النظام الحزبى فى مصر يتكون من 112 حزباً سياسياً قانونياً، ولكن من لهم مقر رئيسى حوالى 30 حزباً فقط، والباقى ليس له مقار أو هيئات قيادية، ومن الظلم أن يتم احتسابهم على الحياة السياسية والحزبية فى مصر.
«مطر»: خرجنا من كبوة سوداء
فيما أشار تيسير مطر، عضو مجلس الشيوخ ورئيس حزب «إرادة جيل»، إلى أنّ الحياة الحزبية سلعة مثلها مثل أى منتج، يفرز من عقول أفراد ومجموعة من البشر، ويجب على كل حزب دراسة كيفية تسويق هذه السلعة. وتابع: «بعد 25 يناير ظهر ما يسمى بحزب الحرية والعدالة، ولكن اسمه ليس من فعله، حيث لا يشمل حرية ولا عدالة»، موضحاً أن الأحزاب السياسية آنذاك كانت قيمتها تساوى صفراً، كما أن الحرية والعدالة أرجع البلد إلى الوراء.
وقال تيسير مطر، لـ«الوطن»، إن 30 يونيو بداية نقطة الانطلاق، وبدأت الأحزاب تتحرك حتى ولو كانت ببطء ولكن هناك حركة، ووجدت الحرية فى إبداء الرأى، ولم يعد هناك تكميم أفواه.
الشهابى