«أبو الغيط» أمام مجلس الأمن: نأمل من إدارة «بايدن» العودة لصيغة «حل الدولتين»
تجاوزت المجال السياسي إلى الصعيد الإنساني
أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الفلسطينيين عانوا خلال السنوات الأربع الماضية من ضغوط غير مسبوقة، مارستها ضدهم الإدارة الأمريكية المنقضية، موضحا أنها ضغوط تجاوزت المجال السياسي إلى الصعيد الإنساني، بعد أن جمدت الولايات المتحدة مساعدتها للفلسطينيين، التي تمثل شريان حياة واستقرار لنحو 5.5 مليون لاجئ فلسطيني.
صيغة تسوية مقبولة
وأضاف «أبو الغيط»، خلال كلمة له أمام مجلس الأمن حول عملية السلام في فلسطين عبر «فيديو كونفرانس»، اليوم الثلاثاء، وأذاعتها شاشة «extra news»، أنه برغم خطورة هذه الإجراءات الظالمة وغيرها، تظل المواقف السياسية هي الأشد وطأة والأخطر أثرا، فلقد لعبت الولايات المتحدة دور الوسيط لعقود من الزمن، على أساس أن تضع صيغة لتسوية مقبولة من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بغرض إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الصيغة المعروفة بحل الدولتين تعرضت لتهميش في السنوات الماضية
وأكمل، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنها الصيغة المعروفة بحل الدولتين، وفي السنوات الماضية، تعرضت هذه الصيغة للتهميش، من قبل الوسيط الرئيسي في عملية السلام، وهو ما شجع الحكومة الإسرائيلية للأسف، على تكثيف نشاطها الاستيطاني والتلويح بمشروعات خطيرة وهدامة، مثل ضم الأراضي المحتلة بصورة رسمية أو بقوة الأمر الواقع.
أساسا جديدا للتسوية
وواصل، لقد وضعت الإدارة الأمريكية المنقضية أساسا جديدا للتسوية، لا ينطلق من المرجعيات المعروفة، ولا حتى من التفاوض بين الطرفين، وإنما من فرض الأمر الواقع فرضا، وكأن هذا النزاع بلا تاريخ أو ذاكرة، وكأن جهود التسوية السابقة كانت عبثا ومضيعة للوقت والجهد.
حل الدولتين الصيغة الوحيدة المقبولة
وأشار إلى أن المجتمع الدولي، ممثلا في هذا المجلس، لازال يعتبر وبالإجماع «حل الدولتين»، الصيغة الوحيدة المقبولة لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا زال يرى أن الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير شرعي وغير قانوني.
إجراء غير قانوني
وأضاف «أبو الغيط»، أن المجتمع الدولي «لا يزال (أيضا) ينظر إلى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، بوصفه إجراء غير قانوني ويخالف منطق الحل عبر التفاوض، ولا زال يرى المجلس أن حدود 67، لابد أن تكون المرجعية في تعيين الحدود المستقبلية بين دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة».
حل نهائي للنزاع
وألمح، إلى أن الأمر سيتطلب في المرحلة المقبلة كثيرا من الجهد المتضافر والمنسق والمشترك، من جانب جميع الأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط، من أجل إعادة التأكيد على حل الدولتين، ومرجعياته الدولية المعروفة والمتفق عليها، توطئة لإطلاق عملية سلمية جادة وذات جدول زمني واضح، تهدف إلى حل النزاع حلا نهائيا شاملا، وليس إدارته أو التعايش معه.
يتطلعون لقيام الإدارة الأمريكية بتصحيح الإجراءات
وأوضح، أنهم يتطلعون لقيام الإدارة الامريكية الجديدة بتصحيح الإجراءات والسياسيات غير المفيدة، والعمل بدعما من الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة، على إعادة العملية السياسية إلى مسار مثمر، بما يمنح الأمل مجددا للشعب الفلسطيني، في أن المجتمع الدولي سوف ينصف مسعاه النبيل ونضاله الطويل من أجل الحرية والاستقلال.
خطوة هامة
وأكمل «أبو الغيط»، «أود في هذا الصدد أن أرحب بما قام به الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا، من الإعلان عن موعد لعقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، باعتبار ذلك يمثل خطوة مهمة، على طريق توحيد الصف الفلسطيني، وأدعو المجتمع الدولي لدعم القرار الفلسطيني، والمساهمة في تسهيل إجراء انتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، التي شهدت من قبل، انعقاد ثلاث انتخابات فلسطينية».
محادثات جادة
وأضاف أمين عام الجامعة العربية، بأن المأمول هو أن تبدأ في أقرب فرصة، محادثات جادة مباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، تحت رعاية دولية وعربية، لتحقيق حل الدولتين على الأرض والبناء على المناخ الإيجابي الذي تولد عن اتفاقات السلام، التي وقعت مؤخرا بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
واختتم حديثه قائلا: «أتقدم بالشكر من جديد إلى الرئيس على انعقاد هذه الجلسة الهامة، ولا يفوتني أن أتوجه بالتقدير إلى السكرتير العام، وبالتهنئة للمبعوث الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط، (تور وينسلينز)، الذي يأتي وعلى كتفيه خبرة جديدة وممتدة، لاشك أنها ستكون رصيدا مضافا لصنع السلام بهذه المنطقة».