حياة كريمة لـ«بسام» وأسرته بعد 22 يوما في ماسورة «صرف صحي»
بسام وأسرته من الماسورة إلى منزل
22 يومًا من الأمطار والبرودة الشديدة، عاشها رجل وزوجته وأطفالهم الثلاثة، داخل ماسورة صرف صحي، بمنطقة الفلكي شرق الإسكندرية، كانت تمثل لهم المأوى والمسكن، في وقت لم يكن لديهم «4 حيطان» يحميهم من الشتاء القارس أو أعين المارة كي يحيوا حياة آدمية.
«بسام السيد»، 38 سنة، يعمل نباشا باليومية، كان يكفي حاجة بيته ب«العافية» على حد قوله، يقبعون في شقة صغيرة إيجارها لا يتجاوز 100 جنيه، إلا أنها كانت «أفضل من مفيش» قبل أن يصل لمرحلة لم يجد بجيبه ذلك المبلغ ليسدد إيجار مسكنه، فيتم طرده إلى الشارع برفقة أطفاله الذي لا يتجاوز اعمار كبيرتهم 8 سنوات، بينما صغيره 5 أشهر.
حياة أسرة في ماسورة صرف صحي
عانى الرجل وأسرته من عدم وجود مكان لقريب يحويهم فترة أزمته، حتى غرفة والده ووالدته كانت أضيق من أن تسع 5 أفراد آخرين معهم، فلم يجد سوى الشارع يفترش به سجادته وغطائه، إلا أنه مع شدة الطقس البارد، جاءته فكرة الاستنجاد بأحد مواسير الصرف الصحي الكبرى التي تم وضعها في شارع البصل بمنطقة الفلكي، تمهيداً لتغيير الصرف الصحي للمنطقة، فقبع بداخلها هو وأسرته يحتميان فيها من الشتاء الشديد وارتفاع علو تراكمات المياه في تلك المنطقة النائية.
ومرت الأيام عليهم كالضهر، بين مطرقة الجو وسندان أعين الناس عليه وعلى زوجته، وهم يفترشان الشارع، حتى تم تداول صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، فبدء أهل الخير في التحرك: «مجموعة خدمية من جروب الفلكي كتر خيرهم وفروا لي مكان ابيت فيه أنا وعيالي مؤقتاً لحد ما الظروف تتحسن» هكذا وصف بسام نقلته من ماسورة الصرف الصحي إلى شقة في الدور التاسع بأحد عمارات المنطقة.
وأضاف بسام ل«الوطن»، أن كل أمله أن توفر له الدولة مسكن لأسرته ووظيفة يكسب منها قوته للصرف على أسرته، حتى لا تضطره ظروفه الصعبة إلى البحث عن عمل منافي للأخلاق أو القانون، لافتاً إلى احتياجه إلى استخراج شهادة لطفله الرضيع صاحب ال5 أشهر، حتى يتمكن من الحصول على التطعيمات المخصصة له، نظراً لعدم وجود أموال معه أثناء ولادته لاستخراج شهادة ميلاد بعد فقدان أمه لبطاقتها الشخصية.
معاناة الأطفال
واصلت معاناة أطفال ذلك الرجل، حيث أن ابنته رحمة صاحبة ال5 سنوات تحتاج إلى عملية في عينها، وهو لا يقدر على ثمنها، كما أن ابنته الكبرى صاحبة ال8 سنوات، تأمل أن تلتحق بالمدرسة كي تتعلم مثل رفاق سنها.
الزوجة سماح جمال الدين، طالبت المسؤولين بالتدخل، ليس لنفسها فقط، بل لأجل أبنائها الصغار: «احنا عايزين المسؤولين يشوفوا لنا حل مش عشان خاطرنا لكن عشان عالينا الغلابة دول اللي كل حد فيهم عنده مشكلة شكل».
تحرك حكومي
بمجرد انتشار صور الحالة الإنسانية، وتصوير «الوطن» لمقطع فيديو لتلك الأسرة لعرض معاناتهم وطلباتهم، قامت مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية برئاسة الدكتورة ماجدة جلالة، مديرة المديرية بالتحرك و عمل التدخلات اللازمة نحو الحالة.
وأكدت جلالة، أنه بالتعاون مع المجتمع المدني فقد قامت جمعية خليك إيجابي بالتحرك والعمل على تلبية الاحتياج العاجل لهذه الأسرة لمسكن بالتعاون مع فاعل خير الذي استأجر شقة للأسرة، مع العمل على توفير الضروريات اللازمة لهم.
وأوضحت أنه جارى العمل على تقديم الخدمات الضمانية للأسرة مع استمرار التعاون مع المجتمع المدني لحماية هذه الأسرة و دعمها اجتماعيا و اقتصاديا و صحياً.
لينك فيديو