«سبايدر مان» الصعيدي.. «أبو الدهب» يرمم الأسقف بالحديد ويلعب «عقلة»
أبو الدهب
على غرار الرياضيين في الصالات الرياضية، وقف «أبو الدهب» بجلبابه الصعيدي في أحد الشقق التي يعمل على ترميمها، من خلال زراعة الأسقف بالحديد بدلاً من المتآكل، ومن ثم يمسك به ليلعب من خلاله «العقلة» كالرياضيين في مشهد فريد جعله يشبه في حركاته الرجل العنكبوت الملقب بـ"سبايدر مان".
الرجل الصعيدي من أبناء محافظة المنيا، ويدعى خليل ابراهيم الشهير ب«أبو الدهب»، 45 سنة، ويعمل كمقاول ترميم، اتخذ من هذا الأسلوب الرياضي ولعبة «العقلة» وسيلة لتسويق عمله، وتأكيد على مدى جودته وقوة وصلابة زراعة الحديد، بالإضافة إلى ممارسته الرياضة التي يهواها.
«أنا شغال في المجال دا من 26 سنة ورغم سني الكبير لكن محافظ على لياقتي وبقدر ألعب رياضة بالحديد اللي زارعه عشان أبين قوته لصاحب الشقة» هكذا يدخل أبو الدهب في قصته مع تلك العادة التي اتخذ منها فرصة للتسويق لعمله عن طريق صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
أبو الدهب أكد لـ«الوطن»، أنه يقدس عمله بشكل كبير ويدرك قيمته كونه يعيد منازل المواطنين إلى أفضل حالة ممكنة بدلا من أن تهوى على رؤوسهم، لذا فهو يحرص على أن تكون بأفضل جودة ودقة، ويبرهن على ذلك هو ورفقائه من عمال عن طريق لعب «العقلة»: «الحديد اللي نعمله يتحمل 10 رجالة في وقت واحد لأننا بنراعي ربنا في الشغل لأن السقف دا فيه أرواح ناس مش لعبة».
تلك المهنة الشاقة جعلت من جميع محافظات مصر بيتا له، حيث يرتحل يمينا ويساراً شمالاً وجنوباً، وفقا لاحتياجات «لقمة العيش»، إذ استقر في الإسكندرية 8 سنوات عاش خلالها فترة مميزة في عمله يقول عنها: «نص عمارات اسكندرية أنا اللي مرممها في التسعينات» وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يعتاد كل فترة زيارتها وفقاً لاحتياجات عمله.
وعن طبيعة عمله، الذي يتمثل في زرع شبكة حديد بالأسقف المتهالك يقول: «بنخرم في الكمر وبنعمل اشاير وبنشد على الطبقة القديمة، واصب بمدفع الرش» بتلك الطرق تعود الأسقف لأفضل حال، لافتاً إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير عن الماضي حتى وصل سعر المتر 1200 جنيه «مصنعية ومونة وأجرة وحديد» ومن ثم يقوم من بعده عمال النقاشة والمحارة.
يواصل الرجل الأربعيني عمله برفقة 15 آخرين، مستخدماً من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لإيجاد فرص عمله له ومن معه، وذلك لمواكبة طبيعة العصر التكنولوجي، وهو ما يدفعه لإيجاد أفكار مبتكرة لتسويق عمله بشكل أكبر، أملا في حاضر جميل ومستقبل افضل.