«عيالى اتجوزوا معايا، وكل واحد منهم قاعد فى أوضة، وأنا بنام في الصالة، عددنا يزيد عن 18 نفر، وكلنا فى فوق بعض»، بهذه الكلمات بدأت «أم أحمد» الحديث من أمام منزل قديم في عزبة خير الله، مكون من ثلاث حجرات وسقف خشبى، تقيم به 4 أسر مع أطفالهم، واصفة ما تعيشه يومياً مع أبنائها وزوجاتهم وأطفالهم.
تحكي «أم أحمد»: «السقف معمول من خشب أبلكاش، أى شوية هوا بيطيّروه، وبنبقى مننا للسماء، فلما الدنيا بتمطر بنخرج نقعد فى الشارع إحنا والجيران، بنجيب حصيرة ونعمل مفرش فوقنا ونولع خشب ونقعد كلنا نتدفا لأن مفيش حل تانى غير كده، ولو فضلنا جوه البيت هنموت من السقعة، ولو ولعنا جوه الأوض احتمال البيت يولع، وحصل قبل كده حريق عند واحد جارنا بسبب الموضوع ده».
عند الدخول إلى المنزل المكون من طابق واحد، أول ما تقع عليه العين صنبور مياه خلف الباب مباشرة وماسورة مياه مكسورة ملفوف حولها أكياس بلاستيكية لعزل المياه المتساقطة منها عن الأرض، وبجوارها بعض الأخشاب التى تستخدمها الأسرة فى التدفئة.. خطوات قليلة تفصل الزائر عن دورة المياه الموجودة بين الغرفتين الثانية والثالثة، وهى بدون باب يستر مَن بداخلها، وسقفها الخشبى متهالك.
جدران الحجرات الثلاث متهالكة ومليئة بالتشققات، والسقف عبارة عن ألواح خشبية بالية متراصة بشكل عشوائى لتغطى أكبر مساحة ممكنة من المكان، وداخل إحدى الغرف جلس أحمد على، 25 سنة، على سرير خشبى بعيداً عن مكان تساقط الأمطار، وقال: «قاعد فى الركن ده تحديداً علشان أبعد عن المطر، لأن الهوا وقّع نص الخشب اللى فوق، ومش هعرف أطلع أعمله فى البرد ده».
وأضاف الشاب العشرينى: «بنتلمّ كلنا فى أى أوضة مافيهاش مطرة، ولو مالقيناش بنتدفا فى الشارع، والسقف ده لا بيحمينا ولا كأنه موجود أصلاً، الدنيا لما بتمطّر بتنزل فوق راسنا، إحنا هنستحمل، بس العيال دى ذنبها إيه تتبهدل بالشكل ده؟!».
وتابع: «السقف عبارة عن عروق خشب ومشمع وشوية قش فوقها بيلموا علينا عقارب وتعابين، من سنة فيه عقرب لدغ بنت أختى، جرينا بيها على مستشفى عين شمس التخصصى، أربع ساعات علشان نوصل للمستشفى والسقف ده لا بيحمينا صيف ولا شتاء».
وقال: «نفسى أنقل مكان أحسن، والرئيس السيسي مهتم جداً بموضوع العشوائيات وعايز يقضى عليها خالص، وكلنا معاه لأنه شغال لمصلحتنا ولمصلحة البلد، علشان كده إحنا مش زعلانين إننا هنمشى من هنا، رغم إنى مولود فى المكان ده».
تعليقات الفيسبوك