«فارس» فقد عمله بسبب «كورونا» فحوّل سيارته إلى «كافيه» متنقل بالفيوم
«فارس»: الشغل مش عيب طالما مش حرام ومبحبش أقول لحد اديني مصروفي
"فارس" فقد عمله بسبب "كورونا" فحوّل سيارته إلى كافيه متنقل بالفيوم
سيارة ملاكي زرقاء اللون من طراز قديم، تقف على جانب الطريق وقد فُتحت «شنطتها» لتلفت انتباه المارة والمسافرين وبها أسطوانة تحوي مياهاً مغلية، وبجانبها «رمّالة» لصناعة القهوة، ويُعلق فوقها صف من الكنك، بينما يتراص فوقها عشرات الأكواب الورقية، فيما يحتل سبت صغير ممتلئ بالمخبوزات وعبوات شرائح البطاطس سقف السيارة، وما أن تقف سيارة بجواره إلا ويهرع إليها شاب صغير في بداية العقد الثاني من عمره يعرض عليها شرب القهوة أو أيّاً من المشروبات الساخنة.
ورغم كونه ينتمي لأسرة ميسورة الحال، حيث يعمل والده في وظيفة مرموقة، إلا إنّه قرر الاعتماد على نفسه دون أن ينظر أموال أسرته، بعدما أنهى دراسته، حيث بدأ بالعمل في المقاهي الكبرى والكافيتريات، لكن جائحة الكورونا أفقدته عمله بسبب قيام الكافيه الذي يعمل به في تقليص عدد العاملين بسبب مواعيد الإغلاق المبكرة والتي أثرت بشكل كبير على أرباحهم.
لم يتحمل فارس محمد ذو الـ (21 عامًا) أن يمكث في منزله ويأخذ مصروفاً من والده فقرر تحويل سيارته الملاكي إلى كافيه متنقل يقدم المشروبات الساخنة وبعض الوجبات الخفيفة كالشيبسي والمخبوزات.
ويقول فارس الذي أنهى للتو دراسته في أحد المعاهد، أنّ الأفكار كثيرة ومن يريد أن يعمل سيوجد فرصة عمل لنفسه دون انتظار وظيفة حكومية لن تأتي، أو العمل في شركات خاصة بمبلغ ضئيل مقابل الكثير من ساعات العمل.
وأضاف في حديث لـ «الوطن» أنّه كان يعمل في أحد المقاهي الكبرى بمدينة الفيوم، لكن تم الاستغناء عنه بسبب كورونا، فقرر عمل الكافيه الخاص به بأقل تكلفة، فقام بتحويل سيارته إلى كافيه متنقل ليوفر مصروفاته دون أن يضطر إلى أخذ مصروف من والديه كالأطفال.
وأشار فارس إلى أنّ الكثير من الأسر أصبحت زبائن لديه، حيث تأتي الأسرة بسيارتها وتنزل وتقف بجوار السيارة لاستنشاق الهواء، بينما يحتسون المشروبات الساخنة منه، خصوصًا تلك التي تحتوي على «النوتيلا» والتي خصصها للأطفال والفتيات، بالإضافة إلى الشباب الذين يأتون لتناول القهوة والشاي.
وأردف قائلًا: «اللي عايز يشتغل الشغل موجود وكتير والأفكار كتير ومفيش شغل عيب طالما حلال»، ناصحًا الشباب بضرورة الابتكار وتوفير العمل لأنفسهم بدلًا من الجلوس على المقاهي دون عمل، وزيادة نسبة البطالة، وإلقاء كل شئ على الحياة والمسؤولين.
وعبر فارس عن أمنيته في أن تنتهي جائحة كورونا وأن تتحسن الأوضاع في مصر وتستقر، وأن تعود الحياة إلى سابق عهدها.