عملها في الجامعة يحتم عليها التنقل بين الكليات المختلفة من أجل المراقبة على الامتحانات، على الرغم من تقدمها في العمر، وبلوغها سن التقاعد، إلا أنها أبت أن تجلس في المنزل وقررت أن تستمر في العطاء، ومن هنا التحقت بجامعة الأزهر كـ«مراقب امتحانات».
بداية الواقعة
كعادتها كل يوم فور أن تنتهي من الإشراف على الامتحانات، تستقل المترو حتى تصل إلى ميدان رمسيس، وهناك تنظر قدوم أتوبيس الهيئة، الذي يصل بها إلى شقتها الكائنة في نطاق منطقة أكتوبر.
لم يكن يوم الخميس الماضي كأي يوم، وذلك لأنها تعرضت للسرقة من قبل مجهول في ظروف تشبه الخيال، بعدما قام لص بتخديرها ومن ثم سرقة كل مقتنياتها الشخصية، وتركها داخل الأتوبيس على حالتها، حتى استفاقت من تلقاء نفسها، ولكن بصدمة عصبية حادة لا زالت تصاحبها حتى الآن.
طريقة سرقة مبتكرة
عن تفاصيل ذلك اليوم، تقول نسمة بهاء الدين، ابنة السيدة العجوز التي تعرضت للسرقة، أن والدتها كانت انتهت من المراقبة في أحد لجان جامعة الأزهر، وعند عودتها إلى المنزل استقلت أتوبيس نقل عام، وجلست إلى جوار الباب الخلفي، ولم يكن هناك زحاما داخل الأتوبيس، على غير المعتاد، حتى صعد رجل عجوز تبدو عليه الهيبة والوقار، وطلب منها الجلوس إلي جوارها، وبعدما جلس ظل يسرد حكايات غريبة حول أسرته: «قال لأمي إنه راجع من سبوع حفيده، وخرج من شنطته علبة فيها سبوع، وقالها لازم تاخديها، وتاكلي منها، اخدتها وحطتها في الشنطة بتاعتها، فسألها ليه مفتحتيش العلبة، وأكلتي منها، وقام مخرج شيكولاته من جيبه، وحلف عليها لازم تدوق، وبعد إلحاح كبير منه، أمي وافقت تاكل».
طيبة العجوز أوقعتها في فخ
وافقت السيدة حسنة عبدالحفيظ، تلك العجوز المكلومة، على أخذ الشيكولاتة وأكلت منها، وبعدها بقليل شعرت بدوار شديد، ولم تدري ما الذي حدث بعدها: «سرق دهبها كله، ونزل وسابها، وبعد ماانا حسيت إنها اتأخرت عن اللزوم، رنيت أطمن عليها، وبعد اكنر من مره، لاقيت شاب هو اللي بيرد عليا، وبيقولي هي مامتك بتشتكي من حاجه، قولتله اه عندها السكر، قالي طيب هي غالبا هي غيبوبة سكر، وهي دلوقتي في الأتوبيس، شوفي تحبي تقابليها فين، الأتوبيس ده بيعدي علي الحي ال 12، نزلت جري، وفعلا لاقيتها مغمي عليها، ومش بتتحرك، وكل اللي راكبين قالوا انهم مش عارفين إيه اللي حصل».
صدمة عصبية
حتي الآن تعاني السيدة من صدمة عصبية حادة، أفقدتها القدرة علي الحركة، لتقم الفتاة بنقل أمها إلي أحد المستشفيات الخاصة، لعمل تقرير بالحالة وتقديم العلاج اللازم لها: «مش عارفه فيها ايه ولحد دلوقتي معانا جزء باقي من الشيكولاته، وأمي كل شوية تصحي وتنام تاني ومفيش في لسانها غير، راجل كبير، عجوز، اداني شيكولاته، نمت، فين دهبي، وتنام تاني، أنا مش عارفه أتصرف إزاي، ولا أجيب حقها منين».
تعليقات الفيسبوك