لم تُغلق منازلها.. كيف احتفلت «عزبة نجيب» بعيد الفطر؟
أهالي القرية يحافظون على عادات أسلافهم في الاحتفال بالعيد
هنا فرحة العيد مكتملة، أهالي القرية لا يعرفون الحزن في أيام العيد، لا يغلقون أبواب منازلهم طوال أيام العيد، جميع من في القرية يهنئ الأخر بقدوم العيد، هنا تتبادل الأسر والمنازل كحك العيد لثلاثة أيام كاملة، يقدمونه لبعضهم، بعد أن تجمعت وتعاونت نساء القرية في مجموعات، قبيل العيد، لصناعته.
هكذا يحتفل أهالي قرية «عزبة نجيب»، التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف، بأيام عيد الفطر المبارك، يهنئون بعضهم بالعيد، بدايةً من اليوم الأول عقب صلاة العيد، والذي يخرج فيه أهالي العزبة في طابور يُعرف بقطار العيد، والذي يصطف فيه الأهالي خلف بعضهم، يهنئون كل من بداخل منازل العزبة.
أحد شباب القرية: نبدأ بقطار الخير ونفتح منازلنا لنهنئ بعضنا طيلة أيام عيد الفطر
«أحمد رجب»، أحد شباب القرية يُعلق قائلاً: «عمري الآن 32 عاماً، منذ نشأتي وجدت تلك العادة موجودة بين أبناء قريتي، بالفعل عادة رائعة، ما زال أهالينا يتمسكون بها، أولها عدم غلق المنازل في العيد، تظل مفتوحة، يستقبل الأهالي بعضهم البعض للتهنئة بالعيد، والتي تبدأ منذ إقامة شعائر صلاة عيد الفطر المبارك بمسجد القرية، بعدها يخرج الأهالي في طابور طويل، يتقدمهم مأذون القرية، الشيخ محمود الشريف، وخلفه أهالي القرية من جميع الفئات العمرية، يمرون على منازل القرية للتهنئة بالعيد، ينضم إليهم أصحاب المنازل واحداً تلو الآخر، حيث يمتد ذلك الطابور، الذي نُسميه قطار الخير أو قطار التهنئة، إلى عشرات الأمتار، ويقف أصحاب المنازل في انتظار القطار، لاستقبال التهنئة، وتقديم كحك العيد».
وأضاف: «كانت مثل هذه العادة منتشرة في أغلب قرى الريف، التي يعرف عنها دوماً الحب والمودة بين أهلها منذ قديم الأزل، ومع مرور الزمن، بدأت تتلاشى، لكن من الرائع أن يحافظ أهالي قريتنا على تلك العادة، وعادات أخرى جميلة توجد لديهم».
مأذون القرية: العادات والتقاليد تغرس الحُب والتسامح
وقال الشيخ محمود الشريف، مأذون القرية: «والله نرغب أن تُعمم تلك العادة وتعود مرة أخرى إلى القرى المصرية، حتى تظل روح المحبة والألفة بين أبناء القرية الواحدة، دون انقسامات أو خلافات، وتعود القرية المصرية إلى سابق عصرها في التلاحم في حل مشاكلها، والوقوف على قلب رجل واحد».
وأضاف: «أوصي أهالي قريتي بالحفاظ على تلك العادات، وعدم التخلي عنها أو إهمالها، فهي عادات جميلة، تغرس الحُب والسلام والتسامح، وتنبذ الحقد والكراهية بين الأهالي».