السينما والدراما: أجزاء جديدة من مسلسلي «هجمة مرتدة» و«الاختيار»
«الاختيار 2»
نجحوا فى الدخول إلى أعمق التفاصيل وأصغرها، ليقدموا حقيقة واضحة لا تقبل الدحض على الشاشة، فتحوا بمشرط الجراح واحداً من أكبر الجروح التى عانى منها الوطن لسنوات، ورفعوا سلاح الوعى فى مواجهة الأكاذيب. عاد صناع الدراما والسينما بعد سنوات طويلة من الانقطاع إلى تقديم الأعمال الوطنية كواحد من آثار ثورة 30 يونيو، ونجحت تلك الأعمال فى تحقيق نسب مشاهدات عالية أو إيرادات مرتفعة عند طرحها فى دور العرض.
وكان موسم الدراما الرمضانية هذا العام من أبرز المواسم التى شهدت مشاركة أكثر من عمل لاقى ردود فعل إيجابية، ومشاهدات عالية إضافة إلى إشادات نقدية، خاصة «الاختيار 2»، و«هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول»، حتى إن نجاحهم دفع الشركة المنتجة إلى العمل على أجزاء جديدة من تلك الأعمال فى الموسم المقبل رمضان 2022.
وبخلاف العام الحالى، شهدت السنوات السابقة أعمالاً متفرقة منها مسلسلا «الجماعة 2» و«الزيبق» فى 2017، ولم تقتصر الأعمال على الدراما فقط، بل شهدت السينما جزءاً من تلك الإبداعات منها فيلم «الممر» الذى حقق إيرادات وصلت إلى 74 مليون جنيه.
«السرب» يجسد العملية الجوية ضد «دواعش ليبيا»
كما يتم التحضير حالياً لعدد من الأعمال الوطنية خلال الفترة المقبلة سواء على المستوى الدرامى والسينمائى، منها فيلم «السرب»، الذى يرصد الجهود المبذولة من قِبَل الأجهزة الأمنية للقضاء على الجماعات الإرهابية، ودور الأمن فى القصاص من تنظيم داعش، بعد واقعة ذبح 21 قبطياً فى مدينة سرت الليبية قبل ستة أعوام تقريباً، وذلك من أجل نشر الوعى بتلك القضية ومحاولة إبراز جهود القوة الناعمة، وغرس قيم الانتماء والتضحية للوطن فى الأجيال الجديدة. كذلك يتم التحضير لجزء ثانى من مسلسل «هجمة مرتدة» بعد نجاح العمل فى رمضان الماضى، وزيادة وعى المواطنين بضرورة توخى الحذر من الإرهابيين، وتوسيع المدارك بشأن كل المخاطر التى نمر بها، بالإضافة إلى تقديم جزء ثالث من مسلسل «الاختيار» من أجل نشر الوعى فى مواجهة الأكاذيب التى يبثها الإرهاب، وتأتى تلك الانتعاشة بعد ثورة 30 يونيو.
«الصاوي»: «30 يونيو» أسهمت في زيادة وعي المواطنين
وقال الفنان خالد الصاوى إن مصر شهدت انتعاشة فنية على مستوى تقديم الأفلام والمسلسلات، بعد ثورة 30 يونيو بشكل ملحوظ، وظهر ذلك من خلال التركيز على الأعمال الوطنية وعرض قضايا جريئة ومهمة للشعب المصرى، واستخدام القوة الناعمة فى محاربة الإرهاب بشكل واضح، حيث استطاعت مصر خلال السنوات الماضية أن تعبر من نطاق ضيق إلى ما هو أوسع وأشمل فى مجال الدراما والسينما. وأضاف لـ«الوطن»: «ساعدت ثورة 30 يونيو على زيادة الوعى بشكل ملحوظ سواء من فئة الفنانين، والقائمين على صناعة السينما، كما تطرق الأمر إلى توثيق فترة معينة، أو البحث عن بطولة إحدى قصص ضباط الشرطة، وعرضها بتسلسل شديد للجمهور، حتى يتكون لدى الشعب وعى وطنى»، مؤكداً «ضرورة الاهتمام والتطرق لقضايا مهمة خلال الفترة المقبلة سواء كانت وطنية أو قضايا مجتمعية مهمة».
«هشام»: اتجاه لإنتاج مزيد من الأعمال الوطنية
وقال المنتج هشام عبدالخالق: «بعد ثورة 30 يونيو، بدأ الاتجاه نحو تقديم الأعمال الوطنية بصورة أكبر، ومحاولة إبراز جميع المعلومات للأجيال الجديدة عن الأحداث الوطنية من خلال أعمال تخلد بطولات الجيش المصرى، وفيلم الممر يعتبر من الأعمال الفنية المميزة التى حققت رواجاً وانتشاراً وصدى كبيراً بالنسبة للجمهور، خاصة أننى حرصت على تقديم الفيلم بإحساسى الوطنى، وساعدنى فى ذلك المخرج شريف عرفة الذى قدم ملحمة وطنية واستغرق التحضير للفيلم ما يقرب من عام للإبراز جميع التفاصيل به، ومن المؤكد تقديم أعمال فنية تبرز أهمية استخدام القوة الناعمة فى الفن خلال الفترة المقبلة».
وقال الناقد محمود قاسم إن اهتمام صناع الدراما والسينما بمتابعة الأعمال الوطنية التى تحارب العنف وتوثيق تاريخ مصر، ويعتبر من الخطوات المهمة التى اتخذتها صناع الدراما فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، لأن الجمهور اعتاد قبل الثورة متابعة الأحداث دون التوغل فى الأمر، ولكن الثورة فتحت باباً واسعاً لمناقشة المواضيع بصورة أوضح، ومناقشة ملفات المخابرات المصرية بشكل عالٍ من الحرفية، وكشف المخططات الإرهابية التى تسعى لتقسيم المنطقة العربية، ونشر تنظيم القاعدة بالعالم».
وتحدث الناقد أندرو محسن عن الوضع الحالى بعد الثورة بسنوات، وقال: «شهد العام الماضى من دراما رمضان رواجاً كبيراً من الأعمال الوطنية المهمة، فقد تم عرض مسلسلات «هجمة مرتدة» و«الاختيار 2» و«القاهرة كابول»، فمن المهم تقديم تلك النوعية من الأعمال التى اختفت فترة من الساحة الفنية».