من 48% في الثانوية إلى مدربة دولية.. داليا و10 أعوام بين الفشل والنجاح
تحولت لواحدة من أشهر المدربين.. دربت 10 آلاف شخص
داليا أشرف بدير
عندما حصلت داليا على مجموع 48% في العام الأول من الثانوية العامة (وقت أن كانت بنظام العامين)، بل وخرجت بملحق في الرياضيات؛ توقع الجميع أنها طالبة فاشلة، فحتى والدتها أبدت الاستياء الشديد منها، لكن بعد سنوات ستصنع هذه الطالبة المستحيل، وتصبح من أشهر المدربين والمحاضرين في مجال البرمجة اللغوية العصبية في مصر، ليس في مراكز خاصة، بل في جامعات حكومية وخاصة، وحتى خارج مصر، وما بين الفشل والنجاح عشرة أعوام، وقصة لا بد أن تُروى.
البداية قد تكون من الفشل
داليا أشرف بدير، تبلغ الآن من العمر 28 عاما، من محافظة الغربية، ومن المؤكد أنها الآن من أسعد الفتيات في مصر، لكن عندما كانت في الثامنة عشرة، ربما كانت توصف بأنها الأتعس بين زملائها، فطالب الثانوية وقتها حين كان يحصل على 80% كان يبكي لثقته بعدم وجود كلية تستوعبه، فما الحال مع طالبة حصلت على أقل من 50% وبملحق؟
هذا اليوم لن تنساه داليا، وخلال روايتها لـ«الوطن» عن ذكريات هذا اليوم وقت ظهور نتيجة الثانوية العامة، لا تزال تذكر رسالتين، إحداهما إيجابية من والدها الذي احتواها، وحثها على النهوض من الأزمة، بينما كانت الرسالة الثانية في منتهى السلبية وكان من الممكن أن تقضي عليها، وكانت من إحدى صديقتها، التي لا تزال تذكر كل حرف فيها عندما قالت لها «إحنا تعبنا طول السنة، ومش ممكن حد واخد الدراسة بعدم جدية زيك يتساوى بناس بتجتهد مثلنا».
تقول داليا: «دخلت الصف الثالث الثانوي، ولم أجتهد في بداية العام، ولكن قبل الامتحانات بنحو شهرين ركزت وذاكرت دروسي، وكانت رسالة صديقتي لا تزال ترن في أذني، وبالفعل حصلت على 93% ونجحت في الرياضيات، لكن مع مجموع العامين لم أتمكن إلا من الالتحاق بكلية حقوق طنطا بنظام انتساب، وفي الفرقة الثالثة حولت انتظام، وأنهيت الدراسة بتفوق، وعقب حصولي على الليسانس، بدأت في الدراسات العليا، وعملت ماجستير في القانون بتقدير جيد».
مزيد من النجاحات
وكأي فتاة أخرى، كانت داليا ستكتفي بما حققته من رد اعتبار، لكن يبدو أن النجاح فتح شهيتها لمزيد من النجاحات الأخرى، «انتقلت لمحافظة القاهرة ودرست تنمية ذاتية عامين، وحصلت على العديد من التخصصات حتى تخصصت في Soft Skills والبرمجة اللغوية العصبية Nlp ثم حصلت على معهد إعداد دعاة تابع لوزارة الأوقاف».
اكتملت مرحلة الدراسة والتعب، وبدأت مرحلة الحصاد، داليا لتجد نفسها مرحبا بها في كل المحافل التي تهتم بتطوير الذات، «حاضرت في عدد من الجامعات كحلوان والأزهر وعين شمس وبنها والنيل وطنطا والزقازيق وسوهاج، وحاضرت دوليا لفرق من العراق والأردن والسعودية، وحضر لى حتى وقتنا هذا أكثر من 10 آلاف شخص، كما نظمت كورسات وثيربي للفتيات، وحققت نجاحات معهم، كما دربت أطفال وأمهات في العديد من المحافظات كالقاهرة والإسكندرية وطنطا والدقهلية والزقازيق والمحلة».
الأستاذة تتحدث عن التجربة والرحلة
الآن يحق لداليا أن يسمع لها الجميع، وأن يتابعوا تجربتها، للاستفادة منها، تقول: «لم أجد دعما طوال مشواري من أقرب الناس لي على أي خطوة أقوم بها، فما فعلته كان بمفردي رغم كم التحديات والوجع ولكن بفضل الله استطعت أن أخرج أقوى».
وتواصل: «حلمت لسنوات طويلة بالالتحاق بكلية الإعلام لكن شاء القدر والتحقت بكلية الحقوق وحصلت على الماستر وأتمنى الحصول على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية»، مشيرة إلى تغيير نظرة المحيطين بها إليها بعد ما حققته من نجاحات، معتبرة أن مرحلة الثانوية العامة ما هي إلا مرحلة نضج، حيث كانت السبب فيما وصلت إليه من نجاحات، مرجعة الفضل في ذلك لله عز وجل ثم لجدتها رحمها الله، التي كانت خير سند لها.
رسالة لطلاب الثانوية
واختتمت داليا أشرف، حديثها برسالة لطلاب الثانوية العامة قائلة فيها: «تحرروا من الفكر الخطأ بأن الثانوية نهاية العالم، فالحياة أكبر منها، نحن بحاجة لتغيير منظورنا للحياة».