بريد الوطن.. سفينة «نوح» وميلاد جديد للبشرية
سفينة
كانت سفينة نوح -عليه السلام- معجزةً إلهية، صنعها بوحى من الله: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا)، من الخشب المثبّت بالمسامير (وحَمَلْنَاهُ على ذاتِ ألواحٍ ودُسُر).. فى الصحراء، ولذلك (كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْه).. وأُمِر بتسييرها إذا فار التنور (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ).
تحمَّلت السفينة فيضان الماء والأمواج (وهِى تجرى بهم فى موجٍ كالجِبَال)، مع قوة الضغط (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)، لكنها (بِسْمِ اللهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا)، رغم خلوها من وسائل الدفع والحركة والتوجيه (تجرى بأَعْيُنِناَ).
شُحنت السفينة بكل مَن آمَن مع «نوح».. والحيوانات، والطيور (احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ)، التى تعايشت بسلام إلى أن استقرت على جبل (الجُودى)، ووصفها الله بـ(الفُلْك المشحونِ)، وبذلك تُعد السفينة -بصناعتها وقوة تحمُّلها وسرعتها وركُابها- معجزة إلهية.
بعد أن رست السفينة (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).. بقيت آيةً (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).
يُذكر أنه كان لـ«نوح» -عليه السلام- أربعة أبناء: «سام، وحام، ويافث، وكنعان»، آمن ثلاثة، وركبوا معه، أما كنعان (فَكَانَ مِنَ المُغْرَقِينَ)، ومن ذرية «نوح» تناسلت البشرية، وعمرت الأرض (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ).
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com