الجرعة المعززة للقاح كورونا.. إفريقيا تدفع ثمن رفاهية أمريكا وأوروبا
لقاح جونسون
بدأت العديد من دول العالم، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تقديم جرعة ثالثة معززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا باختلاف نوعها، وحتى اللقاح ذي الجرعة الواحدة مثل جونسون، إذ أعلنت الولايات المتحدة على لسان أنتوني فاوتشي المستشار الصحي للبيت الأبيض منح جرعة ثانية لمن تلقى لقاح جونسون.
وتنتقد منظمة الصحة العالمية لهذا التوجه الذي لجأت إليه الدول الغنية، عن طريق تقديم جرعة ثالثة لمواطنيها، بينما تعاني الدول الفقيرة لتوفير جرعة واحدة، ويعد موقف المنظمة الأممية واضحا، وهو أنه لا يوجد دليل علمي على أن الجرعات المعززة توفر أي مناعة إضافية، كما اعتبرت المنظمة تلك الخطوة غير أخلاقية لأن ملايين البشر لا يزالون في انتظار الجرعة الأولى.
توزيع 6 مليارات جرعة دون عدالة
وفي سياق متصل، أشارت بيانات حديثة جمعتها وكالة «فرانس برس» إلى تقديم نحو 6 مليارات جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أنحاء العالم الذي يبلغ عدد سكانه نحو 7.7 مليار نسمة، لكن نسبة وسرعة التطعيم تتفاوت بشكل كبير بين الدول الغنية والفقيرة، وذلك رغم محاولة مبادرة «كوفاكس» الأممية تغطية هذا النقص، إلا أن التحالف الذي يعمل تحت مظلة منظمة الصحة العالمية يواجه مصاعب كبيرة في تقديم المساعدات من اللقاحات للدول الفقيرة، وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الحاجة لتطعيم سكان العالم تتجاوز قدرة المبادرة.
الصحة العالمية: إفريقيا حصلت على 2% فقط من اللقاحات
وكان تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، صرح بأن القارة الإفريقية قد نالت نصيبا يقدر بنحو 2% فقط من إجمالي اللقاحات التي منحت في العالم، كما حث الدول على محاولة الوصول إلى هدف تطعيم 40% من سكان العالم بحلول نهاية هذا العام، معبرا عن أمله أن يتم تطعيم 70% من سكان العالم بحلول منتصف 2022.
كما أشار إلى أن دولتين فقط في القارة الإفريقية من إجمالي 52 دولة، نجحتا في تطعيم 40% من سكانهما، وهو أدنى مستوى للتطعيم ضد الفيروس وأقل من أي منطقة أخرى في العالم، قائلا إن هذا ليس بسبب عدم قدرة إفريقيا على الإنتاج أو خبرة توزيع اللقاحات، وإنما لأن العالم تركها ولم يساعدها بالقدر الكافي.