النص الكامل لخطبة الجمعة اليوم حول «المرافق العامة»
وزارة الأوقاف
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، بعنوان «المرافق العامة بين تعظيم النفع ومخاطر التعدي»، وتنشر «الوطن»، في السطور القادمة النص الكامل لخطبة الجمعة لوزارة الأوقاف اليوم.
وجاء نص خطبة الجمعة اليوم كالتالي: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: هـو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد، فإن الدين دين البناء والإعمار، والصلاح والإصلاح، وقد جاءت رسالات السماء داعية إلى تلك المبادئ السامية، حيث يقول الحق سبحانه: {وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}، ويقول تعالى على لسان سیدنا شعیب (عليه السلام): {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}».
نص خطبة الجمعة
وأضافت خطبة الجمعة اليوم: «مما لا شك فيه أن الحفاظ على المرافق العامة التي تقوم الدولة ببنائها وتطويرها صورة من صور الإصلاح الذي يعود نفعه على المجتمع كله؛ ذلك أن حق الانتفاع بها لیس ملكا لأحد بعينه، ولا لفئة دون فئة، وإنما هو ملك للمجتمع كله، فكما ننتفع جميعا بالمرافق العامة يجب أن نحافظ عليها جميعا، وأن نغل يد المفسدين عن أي محاولة لإفسادها أو تعطيلها».
وتابعت: «يجب على كل من يقوم على المرافق العامة أن يؤدي عمله بإخلاص وإتقان، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، كما أن المنتفع بها يجب أن يستخدمها على وجه لا ضرر فيه ولا إفساد ولا إسراف، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (لا ضرر ولا ضرار)، وبذلك يتحقق التعاون بين أبنـاء المجتمع على الخير والنفع العام، حيث يقول تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان}».
وأوضحت «إن الحفاظ على المرافق العامة واجب شرعي ووطني وإنساني، وهذا الواجب لا يقف عند حدود الحفاظ عليها فحسب، بل يمتد إلى العمل على تعظيمها، والإسهام في تطويرها، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما، أوكرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولذا يستغفر له بعد موته)».
وأكملت «فمعنى قوله (صلى الله عليه وسلم): (كرى نهرا) أي: وسعه، ويقاس على ذلك كل مجرى مائي، فواجبنا أن نظهره وأن توسعه، لا أن نعتدي عليه ولا أن نضيقه، وكذلك الحال في أمر الطريق العام الذي ينبغي أن نحافظ عليه، لا أن نعتدي عليه أو نضيقه على المارة أو نلقي عليه المخلفات ونحوها».
وقالت «من لم يكن لديه القدرة على تعظيم نفع هذه المرافق العامة، فعليه أن يحث غيره على فعل ذلك، امتثالا لقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إن الدال على الخير كفاعله)، فإن لم يستطع فليكف يده عن إفساد شيء منها، حيث يقول (عز وجل): {إن الله لا يحب المفسدين}، ويقول تعالى: {والله لا يحب الفساد}، كما أن علينا جميعا أن نحرص على الحفاظ عليها، وترشيد استخدامنا لها».
كف الأذى من شعب الإيمان وأحد أنواع الصدقات
وأكدت «أن جميع المرافـق والممتلكات العامـة، كالمؤسسـات، والمـدارس، والمستشفيات، والطرق، ووسائل المواصلات أمانة في أعناقنا سنحاسب عليها جميعا، فلا يجوز العبث بها، أو إتلافها بأي صورة من صور الإتلاف أو الإفساد أو سوء الاستخدام».
واختتمت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة: «الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، لا شك أن الحفاظ على المرافق العامة وعدم التعدي عليها من سبل الخير، وطرق الفلاح؛ لذلك فقد جعل نبينا (صلى الله عليه وسلم) كف الأذى من شعب الإيمان، وإحدى أنواع الصدقات، ومن أسباب دخول الجنة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك)، فما أحوجنا إلى الوعي بأهمية المرافق العامة، ووجوب الحفاظ عليها؛ من خلال غرس الشعور بالمسئولية الدينية والوطنية للحفاظ على الوطن، وحماية مقدراته، وتنمية موارده، حيث يقول تعالى: {فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}».