«حياة كريمة» تنقذ شابا يعيل 3 أسر بسوهاج
سليمان عبدالرحمن
عاش يتيما وبدأ العمل منذ نعومة أظافره، وأكلت النيران أول مشروعاته، فلم ييأس وسافر للخارج، ولكنه عاد مسرعا بعد وفاة أخيه، وإصابة الأخر بمرض طرحه قعيد الفراش، إلى أن جاءت حياة كريمة التي قلبت حياته رأسا على عقب، من الضياع للاستقرار ومن الخوف للاطمئنان، وترصد «الوطن» قصة بطل الصعيد الذي تجاوز أزمته بمساعدة حياة كريمة.
وتعتبر مبادرة حياة كريمة من أكبر المبادرات الإنسانية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتغيير حياة الملايين من سكان الريف المصري للأفضل، وتقدم لهم الخدمات الأساسية وتوفر لهم الحياة الكريمة على أرض ريف مصر الذي عانى الإهمال لسنوات طويلة.
1238 مشروعا من حياة كريمة
وحكى الإعلامي ياسين الزغبي، مذيع مبادرة حياة كريمة وقاهر الإعاقة، قصة كفاح لشاب من ريف صعيد مصر، وبالتحديد في إحدى قرى محافظة سوهاج، التي تشهد حاليًا أعمال المبادرة لتشمل تدشين 1238 مشروعا في 181 قرية موزعة على 7 مراكز، للشباب والسيدات وذلك لتوفير حياة كريمة لهم.
سليمان بدأ مشروعه بـ 150 خلية نحل
وُلد الشاب المكافح سليمان عبدالرحمن، في محافظة سوهاج وعاش طفولته يتيمًا، حيث مات والده وعمره 6 أشهر ورباه عمه، وسرعان ما كبر ليواجه مصيره في الحياة، فعمل منذ طفولته في أحد المناحل حتى أحب المجال وتعلم فنونه، وبمجرد أن أنهى دراسته وحصل على دبلوم التجارة قرر أن يعتمد على نفسه ويتوسع في مشروعه إلى أن بلغ 150 خلية نحل.
سليمان: المصائب لا تأتى فرادى
«الحياة لا تشرق دائما».. هذا ما اكتشفه الشاب الصعيدي المكافح المحب للسعي والعمل من أجل الوصول، وهكذا وصفه أحد أقاربه، بعد أن استيقظ ذات يوم على حريق ضخم في منحله، أتى على حلم حياته وأعاده لنقطة الصفر من جديد، ولم يتحمل الشاب الصدمة فسقط أرضا ونقلته سيارة الإسعاف ليستعيد وعيه في المستشفى.
الصراع من أجل البقاء
ولم يملك «سليمان» رَفَاهيَة الوقت كي يحزن على حاله، فهو يعيش الصراع ويواجه الحياة فقط من أجل البقاء، فقرر السفر لإحدى الدول العربية والعمل سائقا بإحدى شركاتها، ولكن المصائب لا تأتي فرادى فاستدعته أسرته بعد فترة قليلة لتعرض شقيقه لحادث مؤلم توفى على إثره، وترك زوجته وطفلين بلا مأوى.
وبين عشية وضحاها، أصبح الشاب مسؤولا عن 4 فتيات هن أخواته، وأمه وزوجته، وزوجة أخيه وطفلين يتيمين ابني أخيه، وازداد الأمر سوءًا بتعرض شقيقه الأكبر لارتفاع مفاجئ في ضغط الدم سبب له نزيفا في المخ أصيب على إثره بشلل نصفي وأصبح قعيدا في منزله.
وبعد وفاة أخيه، وإصابة الأخر، لم يجد الشاب طريقة للسفر مرة أخرى بعدما أصبح المسؤول عن كل هؤلاء، فبقى بجوار أرملتين و4 فتيات وطفلين يتيمين وأخ شقيق مقعد، فعمل سائقا تارة وعاملا في جراج تارة أخرى، ولم يترك طريقا إلا وسعى خلاله للقمة العيش، وعمل لمدة عامين سائقا في الوحدة المحلية بدون أجر على أمل تعيينه بعقد ولكنه لم ينل مبتغاه.
حياة كريمة تنتشل سليمان من الفقر
تعاطف أهل قريته معه، ولكن التعاطف وحده لا يكفي لدعم مكافح يعول 3 أسر حتى ظهرت مبادرة حياة كريمة، التي تعتبر المنقذ المسخر لانتشاله من الضياع والانهيار، لتقرر المبادرة دعمه ومساندته وفقا لخبرته السابقة وتطعمه العسل بعد أن ذاق مرارة الحياة، وتعيد له مشروع المنحل من جديد، فأهدته المبادرة عددا كبيرا من خلايا النحل كهدية على أمل التوسع ولكى يستطيع استكمال مشروعه وتحقيق حلمه، وليحيا هو ومن يعيشوا في كنفه حياة كريمة لائقة.