مهارات الفراعنة.. فنانو الفواخير: نحلم بسوق ومدرسة وأسعارنا في المتناول
عرض منتجات الفخار داخل القرية
ورث المصريون عن أجدادهم الفراعنة، العديد من المهارات التي ما زالت يتقنها أحفادهم في عصرنا الحالي، ومنها تشكيل الطين لأواني وفواخير وانتيكات وفازات، بالإضافة إلى تطورها وصناعة تماثيل من الجبس وبدرة الرخام وغيرها، بأيدي جواهرجية الطين اللذين يطوعون المواد الخام لتشكيل أجمل التحف اليدوية المصنوعة بدقة وفن وحب.
والتقت «الوطن» جواهرجية الطين من أصحاب الفواخير والحرفيين، بعد افتتاح أعمال تطوير قرية الفواخير بالفسطاط، بحضور عدد من كبار المسئولين والوزراء، حيث أشادوا باهتمام الدولة بالحرفة وذلك بعد توجيه القيادة السياسية بالاهتمام بالحرف التراثية واليدوية.
«تربيت في منطقة جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة، ونشأت على حب صناعة الفواخير، حيث كانت تشتهر المنطقة كلها بصناعة التحف الفنية والأواني والانتيكات والفازات وغيرها» هكذا بدأ الفنان حامد محمد محمود صاحب فاخورة، حديثة متابعًا أنه يعمل بالمهنة منذ 40 عامًا.
عملت بديكور نسل الأغراب
وأضاف محمود، أن هوايته صناعة التماثيل والمجسمات الروماني لأنها فن متميز ويحتاج إلى أتقان وتفان مختلف نوعا ما عن صناعة الفواخير، مؤكدًا أن زبائنه من أصحاب الفيلات والقصور والاستوديوهات والمصورين وأصحاب الأعمال الفنية والسينمائية.
وكشف محمود، أنه عمل في ديكور عدد من الأعمال الفنية منها أعمال للمطرب هاني شاكر وإيهاب توفيق وأعمال إبراهيم الأبيض ونسل الأغراب، وأيضا مسلسل «أهل الكهف» لم يعرض بعد.
أغلى تمثال بـ15 ألف جنيه
وتابع محمود، أنه يستمد أعماله من رسومات موجودة على الأنترنت، حيث إن أي صورة تستهويه يجسدها إلى تمثال فني، مشيرًا إلى أن هناك أختلاف بين أذواق رواد هذا الفن.
وحول الأسعار، أوضح محمود، أن أغلى تمثال باعه بـ15 ألف جنيه، موكدًا أن أسعار التماثيل والقطع الفنية المصرية أرخص من قطع وتماثيل يتم استيرادها من الخارج بالآلاف الدولارات.
ولفت محمود، إلى أن أعماله تعتمد على خامات محددة منها الطين والجبس وبدرة الرخام، مضيفًا أنه استلم الفاخورة داخل قرية الفواخير منذ 10 أعوام، متمنيًا استمرار أعمال التطوير بها وإقبال المواطنين عليها ووضعها ضمن المزارات السياحية.
المطالبة بمدرسة لإحياء الحرفة
وناشد الحاج أحمد زكي، صاحب فاخورة، الحكومة واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، بضرورة إقامة مدرسة لتعليم الحرفة داخل قرية الفواخير بالتنسيق بين وزارة التعليم ومحافظة القاهرة بحيث يتم تأهيل عدد من طلاب المدارس الفنية وتدريبهم، مؤكدًا أن المهنة مهددة بالاندثار بسبب عدم الأقبال على الحرفة السنوات الماضية، داعيًا إلى أهمية إقامة معرض مستمر لعرض منتجات الفخار داخل القرية.
والتقط أطراف الحديث سيد فتح الله، صاحب فاخورة، قائلا: نحاول إحياء المهنة والحفاظ على الصناع المهرة، ولابد من وجود تنسيق بين المحافظة ووزارة التعليم لاستيعاب عدد كبير من خريجي الدبلومات الفنية.
«ورثت المهنة عن جدي وشغال فيها من 15 سنة» هكذا بدأ أحمد جابر، أحد صانعي الفخار، موضحًا أن كل المنتجات مصنوعة من الطين وخاصة الطمي الأسواني.
وطالب جابر، مساعدة الدولة في إقامة سوق عملاق ومعرض مقسم إلى مساحات داخل القرية بحيث يتم عرض إنتاج كل فاخورة، مشيرًا إلى أنه يركز على صناعة وحدات الإضاءة والزرع من فخار ورخام والحجر والفيبر.
أسعار تبدأ من 3 جنيه
وأشاد عرفة أنور، صاحب فاخورة، باهتمام الدولة بحرفة الفواخير، داعيًا إلى ضرورة تقنين أوضاعهم وتمليكهم الفواخير بدلًا من عقود انتفاع، مشيرًا إلى أن الأسعار في متناول المواطنين فهناك منتجات أسعار تبدأ من 3 جنيه.
فازات وأواني سعرها يبدأ من 50 جنيه
«بعمل الفازات وأواني المائدة من طفولتي وشغال فيها بقالي 30 سنة» هكذا التقط عبد الله محسن صانع فواخير الحديث، مؤكدًا أن هناك قطع تبدأ أسعارها من 50 جنيه، موضحًا أنه أنتقل لقرية الفواخير منذ 15 عامًا.
وتمنى محسن، أن يتم افتتاح سوق أوروبي في الفترة المقبلة للترويج للمنتجات، حيث توجد أعمال متميزة عبارة عن تحف فنية تسحتق أن توضح بالمتاحف الفنية.
وقال الشاب يحيى رجب، صنايعي فواخير، والذي يبلغ من العمر 17 عام، أنه ورث المهنة عن أبيه وتعلمها على يد ابن عمه، متابعًا أنه يجيد تشكيل وإنتاج الأكواب والبولات، متمنيًا أن تستمر الدولة في دعم الحرفة، حيث يمارسها عدد محدود، بعد أن هجرها كثير من الصناع المهرة ومات شيوخ المهنة.
والتقطت أطراف الحديث الشابة ندى محمد، قائلة: «نحن نعرض منتجات أتيلية الفنان الدكتور أحمد عبد الكريم، حيث يتم عرض أواني وأطباق من الفخار والبورسلين والخزف وأقل قطعة سعرها 150 جنيه نظرًا لتميز العمل فهي تحف فنية تحوى أشكال متنوعة».
150 مليون جنيه تكلفة قرية الفواخير
من جانبها، أكدت المهندسة جيهان عبد المنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن مشروع قرية الفواخير انشأ في عام 2005 وتعرض للإهمال فترة طويلة، وبفضل اهتمام القيادة السياسية بالحرف التراثية واليدوية تم إعادة الاهتمام بصناعة الفواخير فهي حرفة تاريخية عرفها القدماء المصريين وتوارثها أبناء الشعب المصري.
وقالت عبد المنعم، في تصريحات لـ«الوطن» إن إنشاء قرية الفواخير تكلف100مليون جنيه بينما أعمال التطوير التى تمت منذ عام 2016 تكلفت نحو 50 مليون جنيه، مؤكدة على أهمية دور الإعلام والمجتمع المدني في دعم منتجات الفواخير والحرفيين والفنانين الموجودين داخل القرية.
وأشارت عبد المنعم، إلى أن الحرفيين ينتجون تحف فنية على أعلى مستوى وأدوات وأواني منزلية وتحف وانتيكات وفازات وطواجن ونوافير ووحدات زرع وإضاءة وغيرها، مضيفة أن قرية الفواخير ستكون متحف مفتوح أمام الزوار وسيتم توفير وسيلة مواصلات لنقل المواطنين إلى معرض الفواخير من محطة مترو زهراء مصر القديمة، والدخول للقرية بالمجان للقرية.
وأكدت أن الدولة تعمل على النهوض بهذه الحرفة القيمة والتسويق لمنتجاتها ووضعها على خريطة المزارات السياحية وبرامج تنشيط سوق الفخار على المستوى المحلى والعالمي، فهي فن راق معبر عن حضارات وتراث وتاريخ عريق وتزداد أهمية الموقع من وجودها بالقرب من مجمع الأديان ومتحف الحضارات وداخل نطاق القاهرة التاريخية، بالإضافة إلى منطقة حديقة تلال الفسطاط الجاري التجهيز لإنشاءها بتوجيهات رئاسية.
وأوضحت أنه تم الإسراع في اتخاذ الإجراءات والتوجيه بتوصيل جميع المرافق للقرية من «مياه غاز وكهرباء وصرف لعدد 102 حالة بقرية الفواخير، مشيرة إلى أنه تم التواصل مع شركات المرافق بهدف تخفيض نسبة تكلفة توصيلها وتقليص مقابل إصدار المقايسات وتذليل أي معوقات، بالإضافة إلى الاستفادة من موقع إلكتروني خاص بتسويق الحرف والصناعات المصرية يسمى أيادي مصر وذلك بعرض منتجات قرية الفواخير.