«كلنا سنحاسب أمام الله».. تصريحات البابا تواضروس الكاملة في «مساء dmc»
البابا تواضروس الثاني .. بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن بيت العائلة المصرية، كانت فكرة جديدة، طرأت على المجتمع المصري على مدار السنوات السابقة، إذ جرى تأسيسه منذ 10 سنوات، وكانت مصر في ظروف حرجة للغاية، وجرى تأسيسه في حضور المتنيح البابا شنودة الثالث، وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتم استكمال العمل بعد ذلك.
تواضروس يكشف أبرز إنجازات بيت العائلة المصرية
وأضاف «تواضروس»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «مساء دي إم سي»، مع الإعلامية إنجي القاضي، الذي يُعرض على شاشة «دي إم سي»، أن من أهم الإنجازات التي حققها بيت العائلة، هي اللقاءات التي تمت بين الشيوخ والآباء الكهنة، كان كل لقاء مدته 3 أيام، وينتهي بلقائنا هنا في البطريركية، ولقاء آخر في مشيخة الأزهر الشريف، «بيتكلموا ويا بعض، ويسألوا على بعض، وده تنفي البعد والجفا».
وأكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن المجتمع المصري بطبيعته يعتبر أسرة واحدة منذ فجر التاريخ، مشيرا إلى أن المصريين بمختلف دياناتهم، يعيشون حول نهر النيل كأسرة ونسيج واحد على مدار عصور مصر المختلفة، لافتا إلى أن من ضمن النعم التي قدمها نهر النيل إلينا كمصريين، تتمثل في تأصيله لروح العائلة بنا.
البابا: نهر النيل يتواجد بجواره المعابد الفرعونية والكنائس والمساجد منذ القدم
وأوضح أنه بجوار نهر النيل منذ القدم، نجد المعابد الفرعونية إلى جوار الكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية، وهو ما أضفى نوعا من روح العائلة، وغرسها في جميع نفوس المصريين، متابعا: «دي نعمة كبيرة من ربنا»، مؤكدًا أن بيت العائلة يظهر هذه الروح الأسرية بين أفراد المجتمع المصري، من خلال مشروعات ولقاءات ومحاورات مع الشباب، موضحا أن كل ذلك سيؤصِّل في النهاية نحو روح العائلة الواحدة.
مقابلتي مع شيخ الأزهر تعكس الصورة الرمزية لطبيعة الشعب المصري
وأشار قداسة البابا، إلى أنه يعتقد بأن مقابلة فضيلة الأمام أحمد الطيب شيخ الأزهر مع بابا الكنيسة، يعكس صورة رمزية ورسالة قوية، على طبيعة الشعب المصري، موضحًا أنه بعد زمن فيروس كورونا، الذي نتمنى من الله أن يرفعه ويرفع توابعه، علينا أن ننظر نظرة جديدة لحياتنا ككل، ففيروس كورونا أو هذا الوباء سبب لنا جفاف المشاعر الإنسانية، «الناس قعدت في البيت وتباعدت عن بعضها، الأب مبقاش يعرف ياخد ابنه في حضنه».
كورونا سبب جفاف المشاعر الإنسانية.. والأرض غير مستقرة
وأضاف «تواضروس»، أن كل هذه الأمور تُسبب نوعا من التباعد الإنساني، وهذا أمر صعب للغاية، «رغم أننا في زمن الاتصالات وزمن المعلومات وزمن التواصل الاجتماعي، لكن هو ده نواتج للوباء، والأمر الثاني أن الأرض اللي إحنا عايشين عليها مبقتش مستقرة»، كما أن الأرض التي نعيش عليها بها شكل من عدم الاستقرار، «بقى فيها فيضانات كتيرة وحرائق كتيرة وزلازل كتيرة وبراكين كتيرة وذوبان للجليد، ما يؤدي إلى زيادة الفيضانات، يعني الأرض نفسها غير مستقرة، فضلًا عن تحديات أخلاقية في العالم».
البابا تواضروس يكشف كيفية تعزيز الأمن الفكري داخل الإنسان
وكشف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تفاصيل مبادرة «تعزيز الأمن الفكري»، إذ ذكر أن الإنسان يقوده فكره، ومسؤولية التوعية ومسؤولية بناء الإنسان، ومسؤولية بناء أفكار الانسان تُعد مسؤولية تقع على كل المؤسسات التعليمية والدينية والمؤسسات الاجتماعية، ومؤسسة الأسرة، «كل ده لازم يساهم في وضع فكر جيد عشان الإنسان يعرف يدير حياته بصورة جيدة».
تواضروس: المشتركات بين المصريين كثيرة جدا
وأضاف «تواضروس»، أن المشتركات الموجودة بيننا كمصريين كثيرة جدًا، «كلها قائمة على الأخلاق والتربية وعلى التقاليد اللي عشناها وعلى الثقافة، وعلى التعليم اللي اتعلمناها في مدارسنا، نحاول أن نسلط عليه الضوء، بحيث يكون للإنسان فكر ثاقب، يقدر يفرز ما هو جيد وما هو رديء في كل المجالات»، «العالم بقى مفتوح، وشبكة النت تعرض كل حاجة، الجيد والرديء، الإنسان لازم يتكون عنده الفكر الجيد، يبقى قدامنا معروض كتير بس لازم نتمسك بالحسن، المهارة دي لازم تكون من خلال التوعية ومن خلال زرع الأفكار الجيدة».
وأوضح أن الدين للديان والوطن للإنسان، فالدين هو خصوصية بين الإنسان وخالقه، «الدين معناه أن يؤمن الإنسان بإيمانه واعتقاده، ويعيشه ويمارسه زي ما تسلموا من الأجداد ومن الأجيال السابقة ويعيش به، ويعيش بكل مبادئه وتقاليده عشان ييجي يوم يقف قدام الديان ويقدم حساب، كل إنسان هيقدم حساب عن حياته».
تواضروس: مهما استطالت على الأرض لكنها قصيرة في حكم الزمن
وأضاف «تواضروس»، أن الحياة التي نعيشها الآن مهما استطالت على الأرض لكنها قصيرة في حكم الزمن، «كل إنسان هيقف قدام ربنا ويقدم بقى كشف حساب بلغتنا الأرضية على اللي عمله في حياته خير ولا شر، مشي في طريق عمل الخير وصنع الخير ولا عمل الشر وطريق الشر؟».
تواضروس: سأقف أمام الله وهاقدم كشف حساب عن حياتي
وتابع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: «الدين للديان دي كلمة مهمة جدا حسب اعتقادي، لأني سأقف أمام الله وهاقدم كشف حساب عن حياتي، الدين فيه خصوصية بين الإنسان وبين خالقه، كل واحد يختار المعتقد اللي عاوزه واللي عايشه، والي بيديله نوع من السلام والطمأنينة والسعادة، هو بيعيش، هو نشأ في أسرته وتسلم منها الدين وعاش بيه وفرح بيه وعاش بيه حياته خير ورضا، حرية المعتقد ده لكل البشر».
وقال البابا تواضروس الثاني إن هناك تحديات أخلاقية في العالم أجمع، موضحًا أن مصر تُعد مجتمعا محافظا ونقيا، ولدينا قيم عالية للأخلاق، ونحترم هذه القيم ونقدرها، ونُسلمها لأولادنا، «بس من الناحية الأخرى، العالم فيه دلوقتي نشر لعلاقات خاطئة وأفكار وحشة كتير، وده بصور منقبلهاش وكمان فيه إلحاد».
تواضروس: الله لم يخلق الإنسان كي يعصيه
وأضاف «تواضروس»، أن كل هذه القواعد الاجتماعية تنتشر وتؤثر في الكيان الإنساني، «لما ربنا خلق الإنسان مخلقهوش عشان يعصيه، لا خلقه عشان يعيش في النقاوة وليس لعمل المعاصي، المسؤولية بقت مضاعفة جدًا على مؤسسات البلد».
يجب البعد عن الإباحيات التي تنتشر في العالم كله
وأشار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى أن هناك مسؤولية كبيرة على كل شخص مسؤول، سواء مدرس أو أب أو أم أو واعظ في مسجد أو كنيسة، مسؤولية ضخمة جدا جدا، إن احنا ازاي نحافظ على أولادنا في حالة من النقاوة والبعد عن الإباحيات التي تنتشر في العالم كله، موضحًا أن هناك لجانا متنوعة داخل بيت العائلة المصرية، سواء للشباب أو للتعليم أو للمرأة، ويتم عقد اجتماعات باستمرار، وعمل أنشطة مستمرة، فضلا عن مناقشة القضايا وكيفية علاجها، كما يتم التواصل مع الجهات والوزارات والهيئات المسؤولة عن كل قطاع.
المرأة إنسان كامل
وأضاف «تواضروس»، أن العنف ضد المرأة مرفوض تماما، ويجب النظر إليها على أنها إنسان كامل مثل الرجل تماما، متابعا: «ربنا لما خلق سواء الرجل أو المرأة خلقهما على أساس الاحترام الكامل والمتبادل بينهما»، مؤكدًا أن العنف ضد المرأة بكل صورة مكروه في كل الأديان، واحترام المرأة لكونها إنسان واجب، متابعا: «ده ندافع عنه كلنا، ونشترك مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة مع عناصر مؤسسات البلد المسؤولة في هذه الموضوعات».
وتابع: «وإحنا صغيرين بنأخذ الإيمانيات من أسرنا وأهالينا، ومن التربية ومن المدارس، لما الإنسان بيكبر ويبتدي تتكون عنده ملكة التفكير والعقلية ومع القراءات يقدر يحدد موقفه من الدين، يقدر يشوف، برضه إحنا مجتمعاتنا مستقرة، يعني الشخص اتولد بدين معين بيعيش بإيمانه ويتعلمه جيدًا ويكمل حياته به وده أمر جيد، ويجب أن نحترم اعتقاد كل واحد وإيمانياته مهما كانت لأن الدين للديان».