طردها ابنها للشارع وفقأ مجهول عينيها.. التضامن تنقذ «أرزاق» من غدر الأهل
أخصائيون نفسيون ساعدوا «أرزاق» لتجاوز أزمتها
أرزاق أثناء تواجدها بالشارع
«قلبي على ولدي انفطر، وقلب ولدي عليّ حجر».. مثل شعبي ردده كثيرون، لكن «أرزاق» عاشته واقعا مؤلما، حيث ألقى بها ابنها الثلاثيني إلى المجهول، وتركها وحيدة تواجه قسوة الحياة دون مأوى، بعد أن أصابتها «أزمة نفسية» غيّرت حياتها للأبد، ظنّت خلالها أنّ ابنها سيكون سندا وعونا وأمانا لها، يساعدها على تجاوز ما تشعر به من ألم، لكنه بدلا من ذلك كان الشوكة التي كسرت ظهرها، بعد أن ألقى بها إلى الشارع وتركها لسنوات فيه، لتدخله بـ«ألم نفسي» وتخرج منه بـ«عاهة مستديمة».
دخلت إلى الشارع بأزمة وخرجت بـ2
فقدت «أرزاق» عينيها خلال فترة وجودها في الشارع، بعد أن أصابها أحد الأشخاص في عينيها، لكن دار بسمة للإيواء، وهي إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن، أنقذت السيدة المسنة من قسوة الشارع، ووفرت لها حياة كريمة داخل الدار، بعد أن تلقت بلاغا بوجودها في الشارع منذ سنوات، حسب ما قال المستشار إيهاب جودة، رئيس مجلس إدارة دار بسمة للإيواء.
«بعد عمل اللازم وتقديم الرعاية للسيدة المسنة، حاولت الدار البحث عن أي من أفراد أسرتها لمساعدتها على العودة لحياتها الطبيعية».. يقول المستشار إيهاب جودة لـ«الوطن»، شارحا حالة «أرزاق»، التي نجحت الدار بالفعل في الوصول إلى شقيقتها التي تسلمتها للعيش معها، لكن سارت على درب ابنها، وطردتها إلى الشارع لتواجه قسوة المجهول مرة أخرى، فتسلمتها الدار مرة أخرى، بعد أن فوجئت بوجودها في شوارع حي الهرم بالجيزة.
اجراء التحاليل الطبية للإطمئنان على صحة الحالة
تستقبل دار بسمة للإيواء بلاغات الأشخاص على مدار الساعة بشأن الحالات الموجودة في الشارع دون مأوى وتحتاج إلى المساعدة، وفور تلقي البلاغ تتحرك فرق الإنقاذ السريع نحو الحالة المستهدفة، يقول جودة: «بمجرد دخول الحالة للمؤسسة بيتعمل له نظافة شخصية، وتحاليل شاملة، عشان نتأكد إنّها معندهاش أمراض معدية، وبعد كده بنعمله فحص عشان نطمن على صحته».
نفسيون لمساعدة «أرزاق» على الحياة الطبيعية
حالة «أرزاق» لم تكن بحاجة إلى نظافة وتحاليل وفحوصات فقط، لكنها احتاجت إلى أخصائين نفسيين حسب ما قال رئيس مجلس إدارة دار بسمة للإيواء: «في مجموعة من الأخصائيين اتعاملوا معاها، عشان نقدر ندمجها في المجتمع مرة تانية».
«حياة كريمة» لمن لا مأوى له
حسني يوسف، مدير البرنامج القومي لأطفال وكبار بلا مأوى، قال إنّ كل أجهزة الدولة تعمل على الفئات الأولى بالرعاية، سواء من خلال تكافل وكرامة، أو تقديم الرعاية الصحية لهم، وتوفير إسكان اجتماعي لإيجاد حياة كريمة، بالتنسيق مع مختلف الوزارات.