نص التحقيقات في اتهام طفلة بولاق الدكرور بقتل والدها حرقا بالبنزين
الشارع الذي شهد الجريمة
حاصرتها الحياة في مربع لم تستطع الخروج منه، عاشت معاناة انفصال الوالدين، مكرهة على رفقة والدها الذي أذاقها قسوة العيش واعتاد على إهانتها، رضخت لحياتها الرتيبة حتى ظهر من لوح لها بالأمل في حياة جديدة، ارتبطت بجارها عاطفيا إلا أن والدها رفض زواجه منها، فزادت كراهيتها للأب وأقدمت على قتله.
«الوطن»، حصلت على أقوال الطفلة «منة.ك.س»، التي تبلغ من العمر13 عامًا، المتهمة الأولى في القضية التي حملت رقم 12217 لسنة 2021 جنح قسم بولاق الدكرور، والمقيدة برقم 51 لسنة 2021، بقتل والدها بمنزل الأسرة، بمنطقة بولاق الدكرور التابعة لمديرية أمن الجيزة، وأحيلت المتهمة إلى محكمة الطفل بالجيزة المختصة بدائرة محكمة الجيزة الإبتدائية.
حقن مخدرات وعلاقة عاطفية
وجاء في اعترافات الطفلة تفاصيليًا أمام جهات التحقيق أن والدها انفصل عن والدتها منذ سنوات ،وظلت مقيمة برفقة والدها وتنقلا سويًا للسكن في أماكن متفرقة وخلال سنواتها الأخيرة مع والدها استشعرت سوء أحواله وتركه عمله والإنخراط في تعاطي المخدرات برفقة أصدقاء السوء، ما أثر تأثيرا مباشرا على علاقتهما، حيث كان دائم التعدي عليها بالضرب والتحدث معها حديث الإهانة وإجبارها على إعطائه الحقن المخدرة، ونظرًا لما لاقته من تأثير عليه وفقدانه لوعيه، ظلت تعيش في كنف أبيها فلا مكان يأويها غيره، واستمرت في إعطائه تلك الحقن إجبارًا منه، وفي إحدى المرات وعقب تعاطيه الحقنة دلف عليها مجردًا من ملابسه وجردها من ملابسها بالقوة وحاول إتيانها من دبر إلا أنه لم يستطع لصراخها واستغاثتها وما تعرضت له من آلام فتركها وفي أعقاب ذلك تملكها الكره الشديد تجاه أبيها وعلى مدار الأربعة أشهر المنصرمة.
فشلت في قتله أول مرة
وتضيف أن علاقة عاطفية نشأت بينها وبين المتهم الثاني «أحمد.ش»، أحد جيرانها بالطابق الذي يعلوها، دون علم أبيها، حيث استغلت تعاطيه المخدرات وكانت تصعد له وعاشرها دون إيلاج برضائها، وتقدم لخطبتها إلا أن أبيها رفض، وحينها تركا مسكنهما القديم وانتقلا لمكان قتلها لأبيها، إلا أنها لم تكف عن التواصل هاتفيا مع المتهم الثاني، ونظرًا لما صاحبها من شعور الكره ورغبتها الشديدة في البقاء برفقة الأخير تطرق عقلها لإزهاق روح والدها واستغلت مشاهدتها لبعض الأفلام السينمائية الهندية والتي تشرح كيفية القتل فكان اختيارها قتله بسم الفئران فابتاعت بعضه من أحد العطارين وبوضعته له في كوب شاي أكثر من مرة دون تأثير بذلك.
صممت على الخلاص منه فكان حرقه هو الأسلوب الوحيد الذي اتبعته بأن اشترت بنزين بمبلغ 3 جنيهات، واستغلت سباته بالمسكن عقب تعاطيه للحقن، وقامت بسكب البنزين حول أطراف غطائه واستجلبت أسطوانة غاز صغيرة وقامت بفتح فوهتها بذات الحجرة واحضرت قداحة من أحد الجيران، وأشعلت ورقة بيضاء وألقتها، فما كانت سوي ثوان واشتعل والدها أمامها وانتابتها السعادة لقتله نظرًا لما تعرضت له في حياتها من قسوة العيش، وباستجوابها عما أنسب إليها أقرت بارتكابها للواقعة تفصيليا.
تحريات الأجهزة الأمنية
وأكدت تحريات الأجهزة الأمنية في تلك الواقعة، صحة قيام المتهمة «منة.ك.س»، بإزهاق روح أبيها وأن علاقة عاطفية نشأت بينها وبين المتهم الثاني وأرادت الزواج منه ولما رفض أياها قررت إزهاق روحه بسكب بنزين ابتاعته حال نومه وأشعلت النار فيه بقداحة أحد الجيران وتمكنت من قتله.
تقرير الصفة التشريحية
وبيّن تقريرالصفة التشريحية الخاص بالمجني عليه «ك. س» وجود حروق لهيبية حيوية حديثة حدثت من ملامسة أصل موضعها لهيب النار وهي جائزة الحدوث وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة.