حرق جثة مغربي في ألمانيا يُهدد باشتعال الأزمة مجددا بين الرباط وبرلين
حرق جثث الموتى في ألمانيا (أرشيفية)
تُهدد واقعة حرق السلطات الألمانية لجثة مواطن مغربي توفى في ألمانيا مؤخرا، بتجدد الأزمة الدبلوماسية بين كل من المغرب وألمانيا، لاسيما بعد أن احتجت القنصلية العامة المغربية في مدينة فرانكفورت بألمانيا، على حرق السلطات الألمانية لجثة المواطن المغربي .
حرق جثة مواطن مغربي دون إخطار قنصلية بلاده
وأصدرت القنصلية المغربية في ألمانيا بيانا قالت خلاله «السلطات الألمانية المختصة أقدمت بتاريخ 29 ديسمبر الماضي، على إحراق جثة مواطن مغربي، دون إشعار القنصلية بخبر الوفاة ودون البحث عن عائلته المقيمة بفرانكفورت، وذلك خلافا لما جرت عليه العادة في مثل هذه الحالة»، موضحة أن القنصل العام، بثينة الكردودي الكلالي، استقبلت أخت الفقيد، مقدمة لها واجب العزاء، حسبما نقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية.
وأشارت القنصلية المغربية، في بيانها، إلى أن أخته أخبرت مصالح القنصلية بأن أخاها كان خلال حياته يعاني من مرض ويقيم بمفرده في سكن اجتماعي تخصصه الدولة الألمانية لذوي الحاجات الخاصة بمدينة فرانكفورت، لافتة إلى أن عائلته لم تأخذ علما بخبر وفاته وحرق جثته إلا بعد مرور أيام عدة.
القنصلية المغربية: الحادثة سابقة وانتهاك للإجراءت المعمول بها
وأوضحت القنصل العام، لأخت المواطن المغربي الراحل أن الإجراء الذي أقدمت عليه السلطات الألمانية مع أخيها، يعد سابقة من نوعها وانتهاكا سافرا للإجراءات المعمول بها، وقد سارعت القنصلية العامة لمراسلة الجهة الألمانية المعنية التي تتحمل كامل المسؤولية في هذا الموضوع للاستفسار عن الظروف والأسباب التي عجلت بتنفيذ ما حدث، وأدت إلى انتهاك حرمة وكرامة الفقيد.
وكانت العلاقات بين كل من المغرب وألمانيا قد شهدت توترا أدى إلى إعلان المغرب تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية في المغرب، وهيئات ومنظمات التعاون التابعة لها، في مارس الماضي، إثر ما وصفته المغرب بـ«تراكم عدد من القضايا التي تُبين عدم وجود احترام للمملكة المغربية ومؤسساتها»، حسبما ذكرت الخارجية المغربية آنذاك، وفي المقابل ردت ألمانيا باستدعاء السفيرة المغربية في برلين زهور العلوي.
تحسن العلاقات بعد تعليق التواصل واستدعاء السفيرة
وعاد المغرب وأعلن في ديسمبر الماضي، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا وعودة سفارتي البلدين للعمل بشكل طبيعي، بعد ما وصفته الخارجية المغربية بالتصريحات الإيجابية للحكومة الفيدرالية الجديدة لألمانيا.
جاء ذلك بعد أن أعلنت السفارة الألمانية في الرباط، في تدوينة لها، أن المملكة المغربية شريك محوري لألمانيا من وجهة نظر الحكومة الاتحادية، ومن مصلحة كلا البلدين العودة إلى العلاقات الدبلوماسية الجيدة.
وفي المقابل، أوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن من شأن هذه التصريحات أن تُتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي، حسبما نقلت وكالة الأنباء المغربية وقتها، وأشارت الوزارة إلى أن المملكة المغربية تأمل في اقتران هذه التصريحات بالأفعال؛ بما يعكس روحا جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقات على أساس الوضوح والاحترام المتبادل.
ومن المعتاد في ألمانيا حرق جثث الموتى عقب وفاتهم، حيث تنتشر هناك محارق مخصصة لهذا الغرض، إلا أن هذا التقليد يتناقض مع العادات العربية الإسلامية في دفن وتكريم الموتى.