آمنة نصير: الإسلام حفظ كرامة المرأة وتفسير آية «واضربوهن» غير صحيح
آمنة نصير
«وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا».. أثارت الآية الكريمة جدلا واسعا في الشارع المصري، فاختلف العديد من المشايخ والدعاة في تفسيرها، وذكر البعض أن المقصود من الآية الكريمة هو ضرب الزوجة، وهذا ما آثار غضب فئة كبيرة من المجتمع، استنكرت جواز ضرب المرأة رغم أن الإسلام حافظ على كرامتها.
مراحل الخصام بين الأزواج
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لـ«الوطن»، إنّ الإسلام يحترم المرأة، ولا يحث أبدا على ضربها، والتفسير السليم للآية الكريمة التي أثارت الجدل بين المواطنين، هو أن يترك الزوج المنزل للزوجة ويغادر، مضيفة: «كلمة الضرب في بعض المواضع يعني الهجرة والترك، فمثلا: ضرب عمرو في البيداء أي خرج إلى البيداء».
وأوضحت «نصير»، أن الله عز وجل حدد الطريقة السليمة التي يجب اتباعها في أثناء حدوث خصام بين الزوجين، وهذا الأمر موضح في الآية الكريمة، وجاءت خطوات معالجة الزوجة الناشز كالآتي:
-المرحلة الأولى: الامتناع عن الكلام مع الزوجة.
-المرحلة الثانية: أن يعطيها ظهره في النوم.
-المرحلة الثالثة: أن يترك لها البيت.
وقالت: «ترك البيت جاء في المرحلة الأخيرة لأن فيه نوعا من الإهمال وهذا أكثر ما يؤلم المرأة، ومن شأنه أن يجعلها تتراجع عما تفعله وتنصلح الأمور بينهما دون الحاجة للعنف أو جرح الكرامة».
آمنة نصير: أتمنى أن يختفي ضرب الزوجات من بيوتنا
ولفتت إلى أن ما يجزمه بعضا من المشايخ حول أن المرأة لابد أن تضرب من أجل التهذيب، قائلة: «أشعر بالأسف عندما أجد داعية يفسر آية واضربهن، على أنها الضرب، لأن هذا تفسير غير صحيح ويرفضه الإسلام الذي يحمي كرامة المرأة».
وحول ظن البعض بأن الضرب هو مرحلة من مراحل معالجة المرأة الناشز، أوضحت أنه لا مجال له أبدا بين الأزواج، فالعلاقة الزوجية مبينة في الأساس على المودة والرحمة، والضرب يقطع كل سبل التواصل الإنساني بين الرجل والمرأة وبالتالي هو يتناقض مع المبدأ الأساسي الذي تبنى عليه العلاقة الزوجية، وقالت: «أتمنى يختفي ضرب الزوجات من بيوتنا ومن تفسيرات المختصين».