رمضان في القدس المحتلة.. بهجة وروحانيات تحت قيود الاحتلال (صور)
رمضان في القدس
يتميز شهر رمضان المبارك، بأجواء مميزة في كل البلدان الإسلامية وغير الإسلامية أيضًا، بفعل تواجد الجاليات في أنحاء العالم، ما جعل القلوب تشتاق له من عام لآخر، لما يتميز به من عادات وتقاليد محببة، تختلف من مكان لآخر، وتعتبر مدينة القدس الفلسطينية، صاحبة طابع خاص بفعل احتضانها لمقدسات إسلامية، على رأسها المسجد الأقصى المبارك.
يأتي رمضان هذا العام، حاملًا نقيضين، بهجته المعتادة والكثير من الآلام لدى سكان المدينة المُحتلة، بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، من انتهاكات للفلسطينيين لحماية المستوطنين أثناء تدنيس المقدسات.
للشهر الكريم خصوصية وطابع غير موجود خارج أسوارها، نظرًا لوجود عادات قديمة، تأصلت واستمرت لدى الأجيال التي توارثتها، حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من رمضان، التي يحاولون اتباعها، رغم ممارسات الاحتلال الذي يبذل جهودًا جبارة لتهويد المدينة العربية الإسلامية.
استعدادات رمضان
تبدأ الاستعدادات لشهر رمضان بالقدس، في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، إذ تبدأ اللجان الشعبية في تحدي الاحتلال الإسرائيلي، بتنظيف الشوارع، والمداخل التي تؤدي إلى المسجد المبارك، بالإضافة إلى تزيين كل أركان المدينة بالزينة والفوانيس، وتعليق عبارات ترحيب برمضان، فضلًا عن إقامة بعض الأماكن، لتوفير الراحة للصائمين، خلال ساعات الصيام، مثل المظلات وغيرها.
بمجرد ظهور هلال رمضان، تجوب شوارع القدس فرق إنشادية بالزي الفلسطيني، ويقولون مدائح نبوية، وأناشيد دينية، بالإضافة إلى الأغاني الرمضانية، التي تُغنى على الدفوف.
وقبل قدوم الشهر بأيام، تقوم المحلات التجارية أيضًا، بالتزين والتحضير بمختلف المنتجات المتعلقة بالشهر الكريم، وخصوصًا المخللات والبهارات، والحلاوة القدسية، والفاكهة المجففة، والفوانيس وألعاب الأطفال، ولذلك تشهد هذه الأيام حركة تجارية نشطة للغاية، على الرغم من تضييق الخناق من الاحتلال الإسرائيلي.
المسحراتي في القدس
وأثناء الشهر الكريم، كعادة باقي البلدان الإسلامية، يجوب مسحراتي بطبلته لإيقاظ المسلمين، لتناول وجبة السحور مع إنشاد بعض الأناشيد الشعبية والدينية، ومنها «اصحى يا نايم وحد الدايم»، وعادة ما يرتدي ملابس خاصة تميزه عن غيرة.
وفي المسجد الأقصى يتم تنظيم إفطار رمضان لضيوف المسجد ويقدم الطعام والمشروبات لكل المتواجدين في المسجد عن طريق متطوعين ويستمرون حتى اقتراب أذان العشاء حيث يحضر الكثيرون لأداء صلاة التراويح.
جدير بالذكر أن رمضان يأتي هذا العام في ظل انتهاكات شديدة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وخصوصًا أثناء احتفال اليهود بعيد الفصح اليهودي الذي يأتي هذا العام في رمضان.