تسريبات «الإختيار» تكشف قبح «الإخوان»
خبراء: توثيق لفكر الجماعة الإرهابى التآمرى فى قالب درامى
مشهد من مسلسل «الاختيار3»
جسد مسلسل «الاختيار 3» تعبيراً واضحاً عن القوة الناعمة فى جلاء الحقائق وتقديمها فى قالب درامى للمشاهدين، حيث تناولت حلقات المسلسل، التى عُرضت خلال شهر رمضان المبارك، تسريبات يومية فضحت جماعة «الإخوان» الإرهابية، وأظهرت وجهها القبيح، وكيف كانت الجماعة تتآمر وتخطط لإحراق البلد حال إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فى 2012 بفوز مرشح آخر غير الإخوانى محمد مرسى، كما كشفت التسريبات استخدام الجماعة الإرهابية للتظاهرات من أجل تحقيق مصالحها والأجندات التى تنفذها، حتى وصل الأمر إلى رغبتهم فى جعل «اعتصام رابعة» دولة داخل الدولة بتوفير السلاح والأكل والشرب.
وفضحت التسريبات منذ الحلقة الأولى من مسلسل «الاختيار3»، المقاطع الصوتية والفيديوهات الحقيقية لقيادات جماعة «الإخوان» الإرهابية ومرشدهم، يتحدثون خلالها عن نواياهم الحقيقية تجاه البلاد، وفضحت نظرتهم لمفهوم الوطن، ووضح ذلك بشكل كبير فى التسريب الذى ظهر فيه الإخوانى محمد مرسى، قبل أيام من إعلان نجاحه فى الانتخابات الرئاسية عام 2012، وهو يجلس مع المشير طنطاوى، وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما كان مديراً للمخابرات الحربية آنداك، ويهدد مرسى فى الفيديو بشكل واضح أنه حال خروج النتيجة بعدم فوزه كمرشح عن «الإخوان»، سيؤدى هذا الأمر لحدوث اضطرابات ضخمة فى مصر، وإضرام نيران لن يستطيع أحد وقفها.
وهناك تسريب آخر عرضه مسلسل «الاختيار3»، فضح خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، وهو يكشف عن نيته فى تحريض مجموعة كبيرة تصل إلى مليون شخص لحرق مقرات أمن الدولة، قائلاً: «لما أصطدم بجهاز أمن الدولة ماعنديش مشكلة أنا ممكن أطلع مليون واحد ويحرقوا المقرات ويمسكوا الناس ويحبسوهم هما ويعملوا محاكمة شعبية».
كما تضمنت التسريبات مقطع فيديو للمرشح الرئاسى السابق عبدالمنعم أبوالفتوح يتحدث خلاله عن جماعة الإخوان الإرهابية، خلال لقاء جمع القوى الوطنية فى ذلك الوقت مع المجلس العسكرى، وأكد خلال الفيديو دعمه للجيش المصرى فى مواجهة سيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة، قائلاً: «لو حضراتكم ماخفتوش من سيطرة الإخوان يبقوا مش بتخافوا على مستقبل مصر وده مش طبيعى أن الجيش يبقى غايب عن مستقبل مصر».
وفضحت التسريبات نوايا «الإخوان» فى علاقتهم بـ«السلفيين»، حيث ظهر تسريب فى «الاختيار3»، لمحمد بديع مرشد الإخوان، وهو يتحدث خلاله مع خيرت الشاطر ومحمد مرسى عن «السلفيين»، ووصفهم بـ«الشراذم المسيئين للإسلام»، بينما قال خيرت الشاطر إنه كان يتابع كل تفاصيلهم ويزرع تابعين له فى وسطهم ليتجسسوا عليهم، وعندما يجد معلومة مناسبة يبلغ أمن الدولة عنهم.
وأكد «الشاطر» فى تسريب آخر حول علاقة «الإخوان» بحزب «النور» السلفى، قائلاً: «يعنى هم دلوقتى اتقال لهم بمنتهى الوضوح مفيش حاجة اسمها تحالف بين الإخوان والنور، ده مرفوض وهيعملنا مشكلة كبيرة فى مصر وهى استقطاب الإسلاميين، وغير الإسلاميين، دلوقتى إحنا نتبنى مبادرة تيار وائتلاف واسع جداً فيه كل من يرغب بالانضمام له ممن مثل فى مجلس الشعب، وانتوا هتبقوا موجودين جوه هذا الكيان أهلاً وسهلاً، وماتجيش تقول لى لا ده الوفد علمانى تقول لى ده الكتلة مش عارف إيه، تقول لى إيه.. تقول لى إيه، كان من الأول قبل الانتخابات كانوا رافضين ده وإزاى خرجوا من التحالف السياسى وده عشان الوفد»، ليرد محمد مرسى: «هما عملوا بالنصيحة أوى، فراحوا نيلوها من الناحية التانية».
«فرغلى»: «تنظيم الإخوان» لا يعترف بالدولة ويسعى لتدميرها طالما لا يحكمها
وأكد خبراء الإسلام السياسى أن مسلسل «الاختيار3» كشف الوجه القبيح لجماعة «الإخوان» الإرهابية على مدار 30 حلقة، وقال ماهر فرغلى، الخبير فى شئون «الجماعات الجهادية»، إن المسلسل وثق الأحداث فى قالب درامى، وهى المرة الأولى التى توثق الأعمال الإرهابية من خلال الدراما، والشخوص ما زالت على قيد الحياة، موضحاً أن الدراما لها دور مهم جداً فى توثيق التاريخ، وأصبحت متطورة جداً فى السنوات الثلاث الأخيرة، حيث شاهدنا فى «الاختيار3» فيديوهات حقيقية لأقطاب جماعة «الإخوان» وطريقة تفكيرهم ومخططاتهم للتخريب والتآمر ضد البلد.
وقال «فرغلى» إنه جرت العادة أن تكون صورة الإرهابى فى الدراما مهزوزة، والأفلام تسخر من الإرهابى، بينما مسلسل «الاختيار3» ليس دراما خالصة وإنما توثيق فى قالب درامى، جعلنا نشاهد الأحداث التى لم نشاهدها، وكذلك توثيق للأجيال الأصغر التى لم تشهد الأحداث، مشيراً إلى أنّ المسلسل عبارة عن توثيق لفترة زمنية من عمر الوطن فى قالب درامى بالصوت والصورة.
وأشار إلى أن مسلسل «العائدون» أيضاً سار فى خط درامى واضح وقصة مبنية بناء محكماً، يعكس دور المخابرات المصرية فى مواجهة أى تهديد لأمن مصر.
وأضاف الخبير فى شئون «الجماعات الجهادية» أن جماعة «الإخوان» معروفة بالعنف والتطرف منذ أيام مؤسسها حسن البنا، لافتاً إلى أن كل التنظيمات الإرهابية تتبع جماعة «الإخوان»، وأن الجماعة لا تعترف بالدولة، وتعمل على تدميرها طالما لا تحكمها.
«عبدالمنعم»: المسلسل كشف محاولاتهم الاستقواء بالتكفيريين
وقال عمرو عبدالمنعم الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، إن مسلسل «الاختيار3» وثّق محاولات جماعة «الإخوان» الاستقواء بالجماعات التكفيرية لمواجهة الدولة المصرية، وأظهر حقيقة سعى الجماعة إلى أخونة مؤسسات الدولة، ولذلك عمل خيرت الشاطر على استمالة العناصر العنيفة داخل تنظيمات وجماعات العنف (الجماعة الإسلامية، دربالة والسلمونى، وجماعة الجهاد، الحزب الإسلامى، محمد الغزلانى، ومجدى سالم والظواهرى، ومجموعات سيناء، أنصار بيت المقدس).
بينما لفت إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن التسريبات التى جاءت فى «الاختيار3» فضحت جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها وأظهرت وجهها القبيح، وكيف كانت الجماعة تخطط لإحراق البلد، حيث أظهرت التنظيم الإرهابى على حقيقته أمام العالم أجمع من خلال توثيق الأحداث، التى وقعت خلال عام حكمهم، ورصد الانتهاكات وممارسات العنف وإرهاب الجماعة ضد الشعب المصرى الطيب بطبيعته.
«ربيع»: «التنظيم» استخدم الدين قناعاً يتستر خلفه.. وعام حكمه كان قائماً على ممارسة الإرهاب والعنف والتهديد
وقال «ربيع» إن الجماعة اختارت استخدام الدين قناعاً تستتر خلفه، وهو ما أكدته سلسلة «الاختيار» على مدار ثلاثة أجزاء، بيّنت أن «الإخوان» حكموا بالإرهاب والتهديد، وأن «أيديولوجياتهم مبنية على العنف والمصلحة، وأن الرئاسة أصبحت على أيديهم شعبة إخوانية، والاتحادية صار مقهى للإرهابيين».