آخر من تحدثت إليه شيرين أبو عاقلة.. الصحفي المصاب يروي تفاصيل لحظة استشهادها
سمودي عن شيرين: شجاعة وقوية وكانت تؤدي رسالة وطنية
الصحفي علي سمودي
عقارب الساعة أعلنت السادسة والنصف صباحا، الهدوء كان يخيم محيط مقبرة الشهداء بمخيم جنين الشاهد على استشهاد الصحفية الفلسطينة شيرين أبوعاقلة، فقط همسات جانبية دارت بين الشهيدة وزملائها الثلاثة الذين رافقوها في تغطية اقتحام المخيم، لم تكن هناك أي اشتباكات أو أحداث عنف حتى انطلقت رصاصات غدر من مدافع قوات الاحتلال صوب الصحفيين الأربعة، قاصدة إياهم عمدا، إذا بالرصاصة الأولى استقرت في ظهر الصحفي الخمسيني علي سمودي وأما الثانية فاستقرت في رأس شيرين حتى صعدت روحها إلى بارئها.
الساعات الأخيرة في حياة الشهيدة شيرين أبوعاقلة، أيقونة الصحافة الفلسطينية، كان صديقها المقرب علي سمودي، شاهدا على أحداثها، وكان أول من نطقت باسمه حين استيقظت صباح يوم استشهادها، وكان آخر من نطقت باسمه، بحسب رواية «سمودي» المصاب في واقعة استشهاد «أبوعاقلة»، جلسا سويا ليلة الاستشهاد يخططان معا ملامح تغطية صحفية ليست بالأولى بالنسبة لهما ولكن حرصهما على المهنية دفعهما لاكتتاب الخطة، بحسب روايته في حديث خاص لـ«الوطن».
انقضى الليل وظهر شعاع الشمس وكان «سمودي» أول من تحدثت إليه «شيرين» في يوم استشهادها اتفقا على نقطة الانطلاق، خرج الصحفيين الأربعة «مجاهد السعدي وشذا حنايشة وعلي سمودي وشيرين أبو عاقلة» في مهمتهم لتغطية اقتحامات مخيم جنين، وإذا بالصحفي المصاب يلمح جنود الاحتلال تتبعهم.
آخر ما نطقت به الشهيدة شيرين أبو عاقلة
«أخدت بالي من استهادفهم لنا وبعد ما اتأكدنا إنهم شافونا فجأة أطلقوا رصاصة انفجرت أمامنا، لفيت ظهري فا ضربوا رصاص عليا لولا أني لفيت ظهري كانت الرصاصة بالقلب وكان زماني ميت»، يقول الصحفي المصاب في حادث استشهاد أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، حينها حاول الهرب وارتفع صوت الشهيدة باسمه «علي اتصاب..علي اتصاب»، وكانت تلك الكلمات الأخيرة لها، بحسب روايته.
لحظة استشهاد شيرين أبوعاقلة
أثناء محاولات «سمودي» الهروب بعد إصابته بالجهة اليسرى من الظهر، استقرت رصاصة صوبها الاحتلال في رأس شيرين أبو عاقلة وفي اللحظة نفسها لفظت أنفاسها الأخيرة وصعدت روحها في مكانها وفي يدها ورقة دونت فيها الأحداث تمهيدا لنقلها إلى الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها أولا بأول بحسب الخطة التي وضعوها سويا، لحظة عجز فيها عن وصف شعور الحزن والألم الذي فاق ألم الإصابة «كانت صديقة من 20 سنة، طول عمرها شجاعة وقوية وعندها رسالة وطنية بتأديها ما بتخاف أبدا، عيشنا أحداث صعبة كتير مع بعض ولا مرة خافت الموت ولا مرة اتراجعت عن نقل الأحداث»، يقول «سمودي» في وصف الشهيدة.
جنازة الشهيدة شيرين أبوعاقلة
آلام الإصابة والدماء التي لطخت ملابسه لم تمنع «سمودي» من توديع صديقة عمره الشهيدة وتوصيلها إلى مثواها الأخير، أوصى الأطباء بالسماح له بالخروج من الطوارئ ليشهد جنازتها المهيبة، التي ظهر فيها يبكي وينتحب على مرأى ومسمع من كافة وسائل الإعلام، «كان ضروري أودع صديقة عمري ولكن بموتها لن يوقفونا عن عملنا وسنبقى أوفياء لشيرين وأوفياء لفلسطين»، بحسب تعبيره.