لم تتخيل أبدا نجلاء فتحي، أن يتسم أبناؤها بكل هذه القسوة، فسنوات عمرها التي ضاعت في تربيتهم بل وسعيها الدائم لكي ينعموا بالحياة الكريمة، قابلها الجحود ونكران الجميل بعد قرار طردها من بيتها والاستيلاء على منزلها وكتابته باسمهم ليصبح المثل الشعبي «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي على حجر»، أنسب وصف لقصة نجلاء مع أبنائها خصوصا بعد أن ضعف بصرها وكادت تفقده.
تحكي نجلاء 48 عاما، لـ«الوطن» قصة جحود أبنائها، الذين لم يرحموا سنها الكبير، ولكن من داخل غرفة صغيرة وفرها لها بعض أهل الخير حتى لا تجلس في الشارع، بعد أن كانت مكرمة في منزل بمحافظة الدقهلية قامت بشرائه من أموالها: «تزوجت مرتين، في المرة الأولى أنجبت ولدين هم محمد 25 سنة، وممدوح 23 سنة، ومن زوجي الثاني أنجبت محمود 16 عاما، وعلى الرغم من ذلك قمت بتوزيع الاهتمام على أبنائي الثلاثة بالتساوي، ولكن فوجئت مؤخرا في استيلاء محمد وممدوح على المنزل الذي أعيش فيه وطردي منه».
ضرب وإهانة من أبناء نجلاء رغم رعايتها لهم طوال حياتها
تبكي «نجلاء» وهي تتحدث، فقد كانت تعمل كمندوبة تسويق في شركة خاصة في مدينة السنبلاوين، ولكن مؤخرا أصيبت عيناها بالتهاب في عصب العين، فقررت أن تجلس في المنزل، وتطلب المساعدة من أطفالها، ولكنها صدمت من جفاء معاملتهم، والتعدي عليها بالضرب والإهانة بالرغم من إعالتها لهم طوال سنوات حياتهم: «مع ضعف بصري حتى كدت أصبح كفيفة، تركت العمل لاعتماده على التنقل كثيرا، ثم فكرت في بيع المنزل الذي كان نتيجة ثمار عملي لمدة 25 عاما، بهدف توفير مصروفات العلاج الباهظة الثمن، ولكن قبل أن أتمكن من تنفيذ إجراءات البيع، فوجئت أن أبنائي استولوا على المنزل، محمد استولى على الطابق العلوى، أما ممدوح فقد استولى على الطابق السفلي».
كشفت «نجلاء» التي تعيش في غرفة قديمة على مرتبة على الأرض، أن محمد وهو الابن الأكبر وزوجته استوليا على عقود البيت بدون علمها؛ مما دفعها إلى تقديم بلاغ في النيابة العامة، فقاما بتقديم بلاغ مقابل ضدها، بسرقة المنزل والتعدي عليهما، لم يكتف الابن الأكبر وزوجته بذلك فطردوها من منزلها الذي اجتهدت طوال سنوات عملها لتبنيه.
بعد طرد الأم من بيتها منذ شهر مارس الماضي، قالت «نجلاء» إن الغريب أصبح أحن عليها، فقد عرض عليها أحد الجيران الإقامة في غرفة في بيته، مؤكدة أن الأمر لم يعصمها من الشتائم والتهديدات من قبل أبنائها الذين نسوا فضلها عليهما.
تعليقات الفيسبوك