كواليس أزمة تايوان.. تهدد بإشعال الحرب بين أمريكا والصين
خبير في العلاقات الدولية: تايوان فخ للصراع بين واشنطن وبكين
تمرين للجيش الصيني.. صورة أرشيفية
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي أطلقها من اليابان بشأن الوضع في تايوان جدلًا واسعًا، إذ هدد بتحرك عسكري لحماية الجزيرة الواقعة جنوب شرق آسيا حال تحركت الصين لغزوها، ما تسبب في إحراج لمساعديه ولصانعي القرار السياسي والعسكري في واشنطن، وفي نفس الوقت دفع كثيرون للبحث عن أزمة تايوان التي بات ينظر لها كوقود يمكن أن يشعل مواجهة عسكرية بين بكين وواشنطن في أي وقت.
اقرأ أيضا:
أزمة عالمية جديدة.. أمريكا تهدد الصين برد عسكري حال قررت غزو تايوان
بداية أزمة تايوان التي تكاد تفجر الحرب بين أمريكا والصين
في هذا السياق، قال دكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية، في اتصال هاتفي لـ«الوطن»، إنَّ أزمة تايوان بدأت عام 1949 عندما اندلعت الثورة في الصين بقيادة ماو تسي تونج، إذ شكلت الثورة حكومة جديد للصين هي الموجودة حاليًا في يكين وصولا إلى الرئيس الصيني الحالي تشي جين بينج.
وأوضح أنَّ الحكومة التي كانت تحكم الصين قبل الثورة فرت في نفس العام إلى تايوان واعتبرت نفسها هي الحكومة الشرعية لكل الشعب الصيني، لذلك الصين في الوقت الحالي لديها سياسة تسمى الصين الموحدة أو الصين الواحدة، التي تعني أن الصين لا ولم ولن تتعامل مع أي دولة تعترف باستقلال تايوان، لأنّها تعتبر تايوان جزء من الأراضي الصينية.
وقال خبير العلاقات الدولية إنَّ تايوان جزيرة تابعة يفصلها عن الصين بحر الصين الشرقي، وهذا البحر توجد فيه أمريكا لدعم استقلال تايوان وألا تفكر الصين في أي عمل عسكري لضمها، وهذا رغم اعتراف أمريكا بمبدأ الصين الواحدة، وهذا حدث من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل جيمي كارتر عام 1979، لافتا إلى أنَّ تايوان لهم حاكم ولهم انتخابات لكن لا أحد يعترف بها كدولة وليست عضو في أي منظمة دولية.
الموقف الأمريكي في أزمة تايوان ومخاوف الصين
ولفت «سمير» إلى أنَّ أمريكا كانت حتى عام 1979 تعتبر أنَّ الحكومة الموجودة في تايوان هي الحكومة الشرعية حتى هذا التاريخ، حيث اعترفت واشنطن بمبدأ الصين الواحدة وبأن الحكومة الموجودة في بكين هي الحكومة الصينية، ولكن في الوقت ذاته تقوم واشنطن بتزويد تايوان بالأسلحة، ويقوم نواب أمريكيون بزيارة تايوان، وهو الأمر الذي يعتبر نوع من الدعم الكبير للجزيرة.
ودلل «سمير» على الموقف الأمريكي إلى الجدل الذي أثير عندما قدمت تايوان التهنئة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفوزه بالرئاسة وقتها، الأمر الذي اعتبر كما لو كان اعتراف أمريكي بأن تايوان دولة وتقدم التهنئة للرئيس الأمريكي الجديد.
تايوان الفخ الذي ربما يشعل الحرب بين أمريكا والصين
وبشأن فرص اندلاع الحرب بين الصين وأمريكا بسبب أزمة تايوان، قال الدكتور أيمن سمير إن جميع المتخصصين والخبراء العسكريين في العالم سواء كانوا في الصين أو روسيا أو أمريكا يجمعون أن أي تحرك من الصين لضم تايوان سيعني سراعا ساخنا أو الحرب وهنا ينقلنا إلى ما يسمى بـ«فخ ثيودوسيوس»، الذي يعني أنه لكل تحل قوة مكان قوة أخرى لا بد من الحرب.
وأوضح أنَّه وفقا لذلك أي دولة صاعدة مثل الصين لا تستطيع أن تكون دولة مهيمنة إلا من خلال الحرب وليس من خلال السلام، وتجارب السنوات الماضية تقول إنه كان هناك 16 قوة صاعدة حلت محل قوى دولية أخرى كن من بينهم 12 مرة بالسلاح والحرب.
تايوان وأزمة أوكرانيا.. المعركة الفاصلة بين أمريكا والصين
وقال إن أي محاولة للصين للسيطرة على تايوان ستكون المعركة الفاصلة التي ستحدد من هي القوة المهيمنة سواء الصين أو أمريكا، مضيفًا أنَّ «الصينيين يدركون تماما أنها فخ وستكون هي المعركة الفاصلة.
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن هناك من يرى أن الظروف الآن مثالية أمام الصين لاستعادة تايوان، وبشبه البعض الجزيرة بأوكرانيا بالنسبة لروسيا، لكن هناك اختلافات كبيرة أولها أن تايوان ليست دولة مستقلة ذات سيادة، في حين أوكرانيا دولة، أيضا تايوان جزيرة عكس أوكرانيا التي يوجد إلى جوارها مباشرة حلف الناتو، وبالتالي خطوط الدعم والإمداد لتايوان ستكون صعبة.
ولفت إلى أن الطريقة الوحيدة لتقديم الدعم العسكري لتايوان ستكون بشكل مباشر على سبيل المثال من قبل الولايات المتحدة، ما يعني أن أمريكا وقتها ستكون دخلت في حرب مباشرة مع الصين.