أحذية، وشماسي، وجلاليب، وعبايات و«بشاكير» تلوّنت بالأبيض، ترّاصت في فتارين العتبة وشارع الأزهر، وفي الأماكن المخصصة لبيع ملابس ومستلزمات ضيوف الرحمن، بانتظار المشتاقين لأداء مناسك الحج، الذين أتوا إليها من كل صوب وحدب، راجين في ذلك زيارة الكعبة المشرفة وتأدية فريضة الحج، وإطفاء لوعة الشوق لزيارة الأراضي المقدسة التي عاش فيها الرسول الكريم، بعد عامين حرمّ فيهما وباء كورونا، المسلمين المقيمين خارج السعودية، من تأدية الركن الخامس للإسلام.
في شارع الأزهر بالعتبة، وقف «مؤمن رشيدي»، البائع في محلات ملابس الإحرام، مبتهجا بعودة حركة البيع والشراء مرة أخرى، بعد انقطاعها عامين متتاليين بسبب كورونا، وتهافت الناس على شراء ملابس الإحرام، والهدايا للحجاج: «طبعًا الإقبال أقل من السنين اللي قبل كورونا بسبب ارتفاع أسعار الحج، بس المهم إنّ العجلة بدأت تدور من تاني».
الخامات القطنية لـ«تنقلات مريحة»
يميل الحجاج إلى شراء الملابس الخفيفة القطنية، التي تمكنهم من التحرك بسهولة وراحة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في السعودية، وفقًا لحديث رشيدي مع «الوطن»، الذي أوضح أنّ نسب الإقبال متساوية بين الرجال والنساء: «أسعار البشكير الرجالي بتبدأ بـ175 لحد 450 جنيه، وهو عبارة عن قطعتين، الأولى (إزار) لستر العورة من السرة إلى الركبة، والتانية (الرداء) اللي بيتحط على الضهر والصدر والكتف».
تفضل المصريات أداء مناسك الحج بالجلاليب والعبايات البيضاء أكثر من أي لون آخر، وتميل البنات والسيدات في السن الصغير الذي يتراوح بين 20 حتى 30 عامًا إلى شراء العبايات المطرزة، والتي تترواح أسعارها بين 400 إلى 425 جنيها، بحسب البائع «شعبان أحمد»، أما السيدات في الأعمار التي تجاوزت الخمسين، فيحبون شراء الجلاليب البيضاء السادة دون أي تطريز.
شمسيات لتفادي الحرارة
وتحرص السيدات على شراء قمصان وسراويل بيضاء لارتداءها أسفل العباية، وفقًا لحديث شعبان: «وبيشتروا كوتشي أبيض طبي عشان يكون سهل معاهم في الحركة، وشمسية بيضاء أو بأي لون فاتح عشان درجات الحرارة العالية».
عودة حركة البيع والشراء
«الإقبال على الشراء رجع بنسبة 30% أو 40% مقارنة بالسنين إللي قبل كورونا»، حسب ما قال البائع «كريم أحمد»، الذي يعمل في أحد محلات ملابس الإحرام منذ 10 سنوات، حامدًا الله على عودة حركة البيع والشراء مرة أخرى في الركن الخاص بييبع ملابس الإحرام، على أمل أن يعود الوضع كالسابق فيما هو قادم.
يحرص المحل على إرضاء زبائنه، خاصة الراغبين في تأدية الحج والعمرة، من خلال توفير قطع بأحجام كبيرة لأصحاب المقاسات الخاصة، أو توفير موديلات معينة من العبايات حسب الطلب: «المهم يكون العميل مسافر مبسوط ومرتاح، حتى لو هنعمل موديل واحد بس».
إنخفاض قيمة فواتير الشراء
رغم العودة النسبية لحركة البيع والشراء، إلا أنّ عدم عودتها كما كانت في السابق تسبب في إحباط وخيّبة أمل لـ«محمود علي»، صاحب أحد المحلات في شارع الأزهر، يقول: «زمان بين 2012 لحد 2017 كان ممكن زبون واحد يعمل فاتورة بـ15 ألف جنيه شاملة ملابس الإحرام والهدايا من سبح وسجاجيد صلاة وجلاليب، دلوقتي أغلى فاتورة بيشتريها زبون مبتزيدش عن 3 آلاف جنيه».
قبل موسم الحج بوقت طويل، كانت المحلات تمتلئ بالزبائن الذين يستعدون لأداء الفريضة المقدسة في المملكة العربية السعودية، أما الآن وبحسب «علي» لـ«الوطن»، فالأمر مختلف تماما: «كان في زباين بتيجي تاخد 50 جلابية، دلوقتي مفيش الكلام ده، ممكن المحل يفضل فاضي طول اليوم».
تعليقات الفيسبوك