خالد عبدالهادي النموري
قبل نحو 50 عامًا، وُلد خالد عبدالهادي النموري، في أحد الأقاليم التي لم تكن تتقبل ممارسة رياضة الباليه بشكل واسع وخاصة بالنسبة للذكور، ولأن الطفل «خالد» قرر ممارسة هذا النوع من الرياضة، فقد واجه صعوبات كثيرة أهمها التنمر القاسي، إلا أنه تغلب على كل ذلك ليصبح في النهاية وبعد مرور عدة عقود زمنية أحد أشهر مدربي الباليه في مصر، ويؤسس أكاديمية للباليه في المحلة، التي بدأت بطفلة واحدة منذ 5 سنوات وضمت الآن نحو 60 طفلة.
روى «خالد النموري»، ابن مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، خلال حديثه لـ«الوطن»، أنه أحب رياضة الباليه منذ صغره، وبدأ في ممارستها بمحافظة القاهرة وهو في الخامسة عشر من عمره، وأنه واجه الكثير من الصعوبات أهمها التنمر في مقابل التمسك بهوايته هذه والدفاع عنها: «كانوا بيتنمروا بيا أني ولد وبلعب باليه»، وأنه رغم قساوة تلك الكلمات إلا أنه لم يكن يعِرها إهتمامًا أو يسمح لها بإيقافه.
مرت السنوات على «النموري» وهو يمارس رياضة الباليه وشارك خلالها في العديد من العروض والحفلات، حتى جاء الوقت الذي قرر فيه إتاحة هذه الرياضة ونشر ثقافتها في بلدته: «كل حاجة موجودة في القاهرة، فأنا قلت لازم الأطفال اللي طالعة في الأقاليم يلاقوا رياضات حلوة ومفيدة يمارسوها وتكون قريبة منهم»، وأنه لذلك أسس أكاديمية «بيكاسو» منذ 5 سنوات، وهي أول مدرسة للـ باليه في وسط الدلتا، والتي ضمت في البداية طفلة واحدة، بينما الآن تحتضن وتُدرب نحو 60 طفلة.
يؤمن ابن مدينة المحلة، أن رياضة الباليه إلى جانب دروها في تشكيل لياقة الجسم ورشاقته، هي أيضًا تنمي عدة مهارات شخصية واجتماعية لدى الأطفال، أهمها الثقة في النفس والحب والتعاون لإنتاج أفضل العروض: «الطفل لما يرقص قدام عدد كبير بيبدأ يكتسب ثقة في نفسه ويبقى له شخصية مستقلة»، وأنه لا زال يحاول نشر ثقافة ممارسة الذكور لهذه الرياضة، من خلال نشر الإعلانات وتقديم العروض المغرية، لتغيير فكر الناس وحثهم على اتخاذ ولو خطوة واحدة من باب التجربة.
«الحمد لله شاركنا في عروض كتير جدًا والأطفال قدموا مستوى رائع»، بحسب «النموري»، وأن الأطفال حصلوا هذا العام على المركز الثاني في مسابقة «كنوز مصرية» التي نُظِمت على مستوى الجمهورية وتحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، مضيفًا أنه إلى جانب كونه مدربًا للباليه، هو أيضًا مدرب فن تعبيري في وزارة الشباب والرياضة، وموجه مسرح في إدارة غرب.
تعليقات الفيسبوك