«مجلة مصر»: القمص سرجيوس.. قبطي واجه الاحتلال الإنجليزي من منبر الأزهر
الإعلامية فاتن الفقي
استعرضت الإعلامية فاتن الفقي، مقدمة برنامج «مجلة مصر»، المذاع على الصفحة الرسمية لتلفزيون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قصة القمص سرجيوس الملقب بخطيب الثورة، والذي حصل على لقبه من أبناء ثورة 19، وهو صعيدي الأصل ولد في محافظة سوهاج عام 1882، وتخرج في المدرسة الإكليريكية عام 1903، وأصبح كاهنا في ملوي عام 1904، وحصل على لقب القمص عام 1907.
مجلة المنارة المرقسية تكافح ضد الإنجليز
سافر القمص سرجيوس للسودان عام 1912، ليكون وكيل مطرانية الخرطوم، وبدأ كفاحه ضد الإنجليز بإطلاق مجلة المنارة المرقسية، ودعى خلالها المسحيين والمسلمين للوحدة في مواجهة الاحتلال، فقام الاحتلال بترحيله من السودان عام 1915، وعاد لمصر وسكن في حي القللي وشارع العزيز بشبرا.
كان من أشهر عبارات القمص سرجيوس «أنا مصري أولا ومصري ثانيا ومصري ثالثا، ولا فرق بين مسلم ومسيحي»، وذلك في خطبة قالها من أعلى الجامع الأزهر، كما قال أيضا «إذا كان الاستقلال موقوفا على الاتحاد وكان الأقباط حائلون دون ذلك، فإني مستعد أن أضع يدي في يد أخواني المسلمين للقضاء على الأقباط لتكون مصر أمة متحدة».
تحالف الصعايدة في مواجهة الاحتلال الإنجليزي
قدّم القمص سرجيوس نموذجا رائعا للوحدة الوطنية، وكان حافظا للقرآن الكريم ويستشهد بآياته في خطبته التي كان يبدأها بـ«بسم الله الرحمن الرحيم، باسم الأب والابن والروح القدس»، وكانت مجلة المنارة المرقسية التي أسسها لا تهتم بالوعظ والإرشاد قدر اهتمامها بالتحريض على الإنجليز، ورسالة المجلة جعلت الإنجليز يستهدفونه ويطردونه من كل مكان يذهب إليه.
وحينما قامت ثورة 19 وتصدر الأزهر الشريف المشهد، لجأ القمص الشاب للأزهر وظل مقيما هناك لمدة 3 أشهر إقامة كاملة، وكان يصعد المنبر باستمرار ويلقي خطبا ضد الإنجليز، كما كان متحالفا مع الشيخ مصطفى القياتي المنياوي والشيخ محمود أبو العيون الأسيوطي تحت مسمى «تحالف الصعايدة»، وهدفهم التحريض ضد الإنجليز.
جنازة جماهيرية في وداع القمص سرجيوس
عاش القمص سرجيوس إلى أن رحل الاحتلال الإنجليزي عن مصر، ورأى العلم المصري يرفرف لأول مرة على الأراضي المصرية المستقلة، وتوفي في سبتمبر عام 1964، وخرج المصريون حاملين جثمانه في مشهد مهيب.