نجاح باهر لـ«الدورة الثلاثين»: نجوم الطرب يمتعون الجمهور.. وطَلّة خاصة لـ«التهامي»
العائلات عادت إلى المسرح فى فعاليات «محكى القلعة»
بنجاح باهر نُظمت الدورة الـ30 لمهرجان محكى القلعة للموسيقى والغناء، وفى أحضان القاهرة التاريخية وبين أسوار قلعة صلاح الدين الأيوبى وفى هوائها الطلق، استمتع آلاف المصريين والعرب والأجانب بحفلات الطرب الأصيل والفن الراقى.
على خشبة مسرح القلعة طوال أيام المهرجان، شدت قمم غنائية مصرية وعربية، من مدحت صالح وهانى شاكر وعلى الحجار ونادية مصطفى، وصولاً لجيل الشباب دينا الوديدى ومصطفى حجاج، وفرقة «بلاك تيما» وغيرها، بينما كانت الطلة السنوية المميزة من نصيب المنشد الصوفى الكبير الشيخ ياسين التهامى «بلبل الصعيد»، حيث تحرص إدارة المهرجان على استضافته سنوياً، لتقدم مزيجاً من الفنون الراقية والتراثية والأصيلة للجمهور المتعطش للفن.
مهرجان محكى القلعة يعكس بريادته الفنية وتألق نجومه قصة نجاح مصرية وملهمة فى الحفاظ على الهوية المصرية وتعزيز القوة الناعمة، وساعد على ذلك براعة التنظيم وتنوع العروض، وتمثَّل النجاح فى الإقبال الكبير على 40 حفلاً خلال الدورة الحالية، فضلاً عن عودة الأسر المصرية والشباب إلى المسرح مرة أخرى.
تضافُر الجهود وبراعة التنظيم والعروض الفنية المميزة جميعها عوامل جذبت الجمهور العاشق للطرب الأصيل لمشاهدة الحفلات التى تقدم وجبة فنية دسمة لهواة الفن الراقى الجميل الذى يبقى ويدوم، وهو ما جرت ترجمته فى كثافة الإقبال على المهرجان.
«أحمد»: حضرت من المنيا للقاهرة أنا وأصحابى علشان نتبسط
منذ سنوات عديدة كان أحمد على «23 سنة» من محافظة المنيا يُمنِّى النفس بحضور مهرجان فنى لعمالقة الطرب، لكنه لم يتمكن من تحقيق هذا الحلم الذى كثيراً ما راوده منذ طفولته، حتى جاء هذا العام وتحقق الحلم فى محكى القلعة وبـ20 جنيهاً فقط، عندما عرض أصدقاء «أحمد» عليه مشاهدة العروض الفنية فى القلعة شعر الشاب العشرينى بأن حلمه تحقق وبسهولة، وجمع أربعة من أصدقائه من محافظات مختلفة وجاءوا إلى القاهرة لحضور الفعاليات الفنية فى محكى القلعة، ورغم كونهم مغتربين لا يعلمون الكثير عن القاهرة فقد تمكنوا من الوصول إلى قلعة صلاح الدين بسهولة، قادمين من منطقة المرج، وبعد رحلة سفر لم تكن سهلة وصلوا إلى القلعة وقضوا يوماً كاملاً بين أسوارها، وفى حفلات المحكى استمتعوا بنجوم الطرب الأصيل: «مهما كان الأمر متعب بالنسبة لنا حفلات محكى القلعة تستحق، وهنفضل نيجى لحد يوم الختام، والسنين الجاية كمان».
الدخول لمسرح القلعة يحتاج السير على الأقدام مسافة طويلة، وهو ما دفع القائمين على المهرجان إلى الاستعانة بسيارات نقل أفراد داخل هذا المكان التاريخى، وهو ما كان سبباً فى راحة الجمهور وشعورهم بأن المنظمين مهتمون بهم بشكل كبير، والزحام الشديد أمام البوابة الرئيسية للقلعة دليل على ضخامة الإقبال الجماهيرى.
شراء التذاكر «قيمة الواحدة 20 جنيهاً فقط»، هو أول خطوة لدخول القلعة، لأنه لا يُسمح لأحد بدخول ممرات القلعة دون تذاكر، وبعد عبور مراقب أمن الطابور تأتى مرحلة قياس درجات حرارة المتوافدين على القلعة بأجهزة حديثة تنفيذاً لإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، ويعقب ذلك إلزام الجمهور بالكمامة.
قلعة صلاح الدين التى تضم قصور الجوهرة والحرم والأبلق وسراى العدل ومسجد محمد على ومبانى تاريخية أخرى، تتزين جميعها بالأنوار التى تخطف أعين الجمهور، قبل وأثناء وبعد استمتاعهم بالطرب الأصيل من خلال الفرق التى شاركت فى هذا العرس الفنى، حيث تشارك فى المهرجان عدة فرق فنية، منها «مواويل سيد إمام وعبدالرحمن بلالة، وعميد الإنشاد الدينى الشيخ ياسين التهامى وفرقته، إضافة إلى كورال شباب وأطفال مركز تنمية المواهب، وأوركسترا النور والأمل قيادة محمد سعد باشا»، بجانب نخبة من نجوم الغناء فى العالم العربى.
ومن المقرر أن يسدل الستار على المهرجان بحفل مبهر للفنان عمر خيرت، أشهر الموسيقيين المصريين أو «ملك البيانو» وصاحب الدور الكبير فى إحداث نقلة نوعية كبيرة فى تطوير الشخصية الفنية المصرية.
«جاكلين» اللبنانية: صديقتى المصرية أقنعتنى بالحضور.. وسعيدة بالتنظيم والبث التليفزيونى للحفلات
جاكلين ترزيان من دولة لبنان، أحد حضور مهرجان محكى القلعة، ولهذا الحضور قصة روتها لنا، فبعد أن علمت أن المحكى يقام بشكل سنوى قررت هى وصديقتها الحضور إلى مصر والمشاركة فى الحفلات، خاصة أنها من عشاق الفنانة لينا شاماميان التى أحيت حفلاً ضمن المهرجان لمدة ساعتين، وأبدعت خلاله بمجموعة متنوعة من أعمالها الخاصة والموشحات الشهيرة والترانيم.
تقول «جاكلين»: «جاية علشانها مخصوص، لكن بشكل عام عجبنى التنظيم جداً، لأن فيه إصرار على إنجاح المهرجان، ودى حاجة فى منتهى الروعة والجمال، وحقيقى مصر فيها مهرجانات ونجوم كتير تستحق الإشادة والمتابعة».
ورغم أن «جاكلين» لا تفضل الوجود فى أماكن التجمعات الكبيرة، إلا أنها قررت لأول مرة أن تحضر حفلاً فى قلعة صلاح الدين برفقة صديقتها هبة مصطفى من منطقة مصر الجديدة التى رسمت لها صورة بديعة عن جمال القلعة وروعة مهرجان الموسيقى: «صاحبتى المصرية طلع عندها حق لما قالت لى إن المهرجان يستحق السفر من لبنان لمصر، حسيت بالأمان واتبسطت بكل ساعة ليا هنا وهحضر كل المناسبات الجاية».
«مى»: كرنفال رائع رجّعنا للفن الجميل.. وحرصت على اصطحاب طفلى ليتشرّب الموسيقى والتاريخ
جاءت «مى» رفقة ابنها رغبة منها فى أن يتشرّب الطرب الأصيل ويتعرف على تاريخ موقع أثرى مهم، ليتلقى وجبة فنية وتاريخية مهمة: «جبته معايا علشان يعرف تاريخ بلده فى الفن والحضارة، كنا بنتابع كل الحفلات على التليفزيون، لكن قررت النهارده أجيبه وآجى مخصوص رغم مسافة الطريق وصعوبته، وحضرنا حفلة المطربة لينا الموهوبة والمتألقة».
أحمد عبدالعليم، من محافظة القاهرة، هو أيضاً أحد حضور المهرجان وسبق له حضور دورات سابقة له، يقول: «حضرت حوالى 10 دورات لحد دلوقتى، وزارة السياحة والثقافة مزجوا التاريخ بالثقافة وشجعوا الناس تيجى القلعة اللى تُعتبر من أهم الأماكن السياحية فى مصر، فرق الإنشاد الدينى والشيخ ياسين التهامى عاملين حالة فنية وصوفية جميلة جداً». استقبال الجمهور من ضمن مهام الدكتور أيمن الغنيمى، الذى يتولى هو وزملاؤه تنظيم دخول الحضور، حيث يضع توجيهات وإرشادات خاصة بالتعامل مع فيروس كورونا: «بنجهز للحفلة من خلال الاستطلاع الأول علشان نشوف المساحة ونحدد عدد الجمهور وبنساعد الفنانين إحنا وزمايلنا فى توفير كافة وسائل الراحة لهم وللضيوف كمان».