باحث يكشف عن طرق إنتاج سلالات حيوانية قابلة للتكيف: ترفع الإنتاج كيفا وكما (حوار)
الدكتور أحمد العليمي باحث بقسم الإنتاج الحيواني بالمركز القومي للبحوث
كشف الدكتور أحمد العليمي، باحث بقسم الإنتاج الحيواني بالمركز القومي للبحوث، عن طرق إنتاج سلالات حيوانية قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود، لتحقيق الأهداف المرجوة في إنتاج هذه السلالات.
وأضاف «العليمي» في حواره لـ«الوطن»، أن تغيرات فصل الشتاء من السهل التعامل معها عن تغيرات فصل الصيف، مؤكداً أن معدلات الإنتاج اليومية للحيوانات تقل بمعدل 30% يومياً بسبب درجات الحرارة.
حدثنا عن أنواع السلالات الحيوانية في مصر وحجمها؟
السلالات في مصر نوعين: الأول محلية، وهي الأنواع الموجودة ومتأقلمة مع الظروف المناخية في مصر منذ آلاف السنين، منها البقر والجاموس، وهي منتشرة في الكيانات الصغيرة وعند المزارعين سواء، وهذا النوع يمثل فوق الـ85% من حجم الرؤوس الموجودة في مصر، لكنها موجودة بشكل متفرق وليست في أعداد كبيرة، فبالتالي يصعب التحكم فيها، لأنه لا يوجد قطيع كبير يمكن من إجراء تطبيقات أو تعديلات مطلوبة عليه بسهولة.
النوع الثاني، المزارع التجارية أو النظامية، وبها آلاف من البقر والجاموس بما يقرب من 100 رأس حتى 10000 رأس و90% منها حيوانات مستوردة غير المحلية.
ما مميزات الحيوانات المستوردة؟
معدلات إنتاج الحيوانات المستوردة أعلى بكثير من الحيوانات المحلية سواء في الألبان أو اللحوم ومتوسط الإنتاج في المزارع التجارية 40 أو 45 كيلو لبن في اليوم لكن المحلي من 5 إلى 7 كيلو لبن في اليوم.
وكيف تتأثر هذه الحيوانات بالتغيرات المناخية؟
الحيوانات المستورد متأقلمة على درجة حرارة معينة ونقلها إلى مكان أخر كمصر مثلاً يسبب لها الإجهاد بسبب درجة الحرارة لأنها تتحمل فقط درجة حرارة 22 درجة مئوية لكن تصل درجة الحرارة في فصل الصيف في مصر من 35 إلى 40 درجة مئوية ورطوبة 85% وهي غير متأقلمة على هذه الظروف.
وما نتائج نقل هذه السلالات؟
يقل أكل الحيوانات المستوردة، ما يؤثر على إنتاجها من اللحوم والألبان أي بمعدل خسارة 30% من الإنتاج اليومي بما يؤثر بالسلب على الاقتصاد، كما أن جودة الإنتاج تقل لأن الألبان تدخل في صناعات مختلفة مثل الزبادي والأجبان والسمن وكل هذه الصناعات تحتاج إلى نسبة دهون جيدة للوصول إلى الإنتاج المطلوب.
كما أن لون اللحوم يختلف ويتحول من الفاتح إلى الغامق، بما يؤثر على سلوك المستهلك نفسه، بإحجامه عن الشراء.
وكيف يمكن التغلب على هذه الأمور؟
وجود إجراءات تقلل الإجهاد على الحيوانات المستوردة، أمر يسهم في رفع إنتاجها كميا ونوعيا، ويصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.
وبما يتحقق ذلك؟
هنا نلجأ لما يسمى بالتحسسين الوراثي، أي إنتاج سلالات تتكيف مع هذه الظروف ويتم التحسين في اتجاهين الأول هو تحسين الحيوانات ذات السلالات المحلية التي تتمتع بمناعية جيدة ومتأقلمة في الظروف المناخية في مصر ويتم ذلك بتنقية الحيوانات المتميزة من السلالات المحلية عالية الإنتاج وخلطها وتزويجها مع حيوانات أخرى عادية لإنتاج سلالة جيدة يتم تلقيح هذه السلالة بذكور ذات إنتاجية عالية للوصول إلى سلالة ثابتة تكون مناعتها قوية وإنتاجها عالي.
وما خطوات تحقيق التحسين المطلوب؟
نحتاج لمنظومة لتجميع الحيوانات المتميزة من أماكن متفرقة، خاصة أنها موجودة مع مزارعين، بالتنسيق مع الخدمات البيطرية والجمعيات الزراعية، لعمل مسح لجمع الحيوانات المتميزة، أو ما يسمى بالطلائق أي الذكور التي تنتج «خلقة» جيدة، واستخدامها في عمليات التلقيح لإنتاج سلالات محلية قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
ماذا عن الاتجاه الثاني؟
الحل الثاني هو اللجوء لعمليات تلقيح من السلالات المستوردة للمحلية حتى نستورد دم جديد له إنتاجية جيدة وهو اتجاه أسرع واتبعته العديد من الدول.
وما معوقات إنتاج هذه السلالات؟
التغيرات المناخية تحتاج لمناعة جيدة وإنتاج عالي لكن من الناحية الوراثية «الجينات صعب تتقابل مع بعضها» لأنه الأمر متعلق بإنتاج سلالة تتحمل الحرارة وإنتاجها أقل أو سلالة إنتاجها أكثر ولا تتحمل الحرارة، لذلك نعمل على الوصول لمنطقة وسط نحسن من المناعة ونحافظ على مستوى معقول من الإنتاج.
ما أكثر الفترات الزمنية التي يمكن التغلب على التغيرات فيها؟
تغيرات فصل الشتاء يمكن التحكم فيها أفضل من فصل الصيف سواء بعمل ستائر أو أن الحيوان يزود الأكل حتى يشعر بالدفء لكن الصعوبة في فصل الصيف بسبب درجات الحرارة كما أننا نفقد أكثر من 30% من الإنتاج بسبب فرق درجة الحرارة في الشتاء والصيف.
وما الأنواع التي يفضل استيرادها؟
يفضل استيراد السلالات ذات اللون الفاتح حتى تعكس الضوء بما يقلل من الإجهاد.