ورشة تعليم الكاريكاتير.. تغيير نظرة أطفال الأسمرات للحياة بـ«الفرشاة والألوان»
أطفال الأسمرات استفادوا من تدريبات تعليم الرسم
الكاريكاتير هو ذلك الفن البصرى الذى يعتمد على الرسم بطريقة غير مألوفة بهدف السخرية من الواقع وطرح حلول لمشكلاته، بجانب الجماليات التى يتميز بها ذلك الفن، وإداركاً لأهميته قررت وزارة الشباب والرياضة تخصيص ورشة لتعليم أطفال الأسمرات فن الكاريكاتير على يد عدد كبير من المبدعين فى هذا المجال.
سمير عبدالغنى: شاركنا فى «المبادرة» حبا في الأطفال لأنهم الأمل
فنان الكاريكاتير سمير عبدالغنى، أحد المشاركين فى ورش تعليم أطفال الأسمرات، يؤكد ضرورة تنمية مهارات الأطفال من خلال تشجيعهم على التأمل، حتى يحصلوا على صورة جيدة للبيئة فى ذهنهم يمكن تطويعها بعد ذلك فى رسم الكاريكاتير: «لما عرض عليّا المنظمون المشاركة فى ورش تعليم الكاريكاتير فى الأسمرات تحمست لفكرة إنى أشارك معاهم على الأقل أشوف أطفال الأسمرات وأفهم إزاى ممكن نشارك كلنا مع بعض فى تطوير مهاراتهم وفعلاً مشاركتى صدمتنى لأنى ما كنتش متوقع حماس الأطفال، وده واضح جداً فى شعورنا إنهم ممتنين لنا لأننا بنقدم لهم فن يغذى الروح والثقافة».
انسجام الأطفال أثناء الشرح جعل «سمير»، الذى حصل على جوائز متعددة فى الكاريكاتير ونظم معارض فنية عديدة لرسومه، يركز مع الأطفال بشكل أكثر ويستمع إليهم ويأخذ منهم النصيحة، معتبراً أن رأيهم لا بد أن يتم الأخذ به حتى إن كانوا صغاراً لا يدركون الواقع بشكل جيد: «الأطفال هنا راقية جداً فى التعامل، عايز أحكى موقف حصل مع الفنان ماهر دنيال، اللى كان مشارك فى الورشة وفجأة أثناء تعليم الأطفال طلعت بنت بصوت عالى وقالت له: أنا مش بشكرك بس، أنا بشكر والد حضرتك اللى علمك الفن وخلاك تحس بغيرك وتعلمه لهم، ولما وزعوا الوجبات البنت قسمت الساندوتش بتاعها معاه».
وداخل الورشة التى يشرف عليها «سمير» كان الأطفال مندمجين مع تلك الأوراق البيضاء التى أحضرها لهم لتحفيزهم على الإبداع، والهدف هنا ليس تعلم فن الكاريكاتير لأنه ليس بالأمر السهل الذى يمكن تعلمه بين عشية وضحاها وإنما أهم أهداف الورشة تشجيع الأطفال على الرسم بأى طريقة كانت، بجانب تنمية جوانب الإبداع لديهم، وهو ما سينعكس عليهم مستقبلاً: «الأطفال بتدخل الورشة عندى 3 مرات خلال مدة الكورس، بعلمهم إزاى يحبوا فن الكاريكاتير، بخلاف تشجيعهم على القراءة من خلال طرح أسماء عليهم، يعنى مثلاً طلبت منهم يرسموا الفنان الراحل صلاح جاهين لكن قبل الرسم قلت لهم عايزكم تعرفوا كل حاجة عنه علشان كل واحد فيهم يرسم من خلال فهمه للشخصية، ولما طلبت منهم البحث عن معلومات عنه فعلاً راحوا بحثوا وده يدل على رغبتهم فى التعلم، وشايف إن الأطفال هتتغير لو استمر اهتمام الدولة بهم».
فنان الكاريكاتير: لازم نستوعب الأطفال ونصدق أحلامهم ونسمع لهم
رغبة «سمير» فى دعم أطفال الأسمرات هى التى دفعته إلى الموافقة على الاشتراك فى الورشة، لكونه يعمل جاهداً على تنمية مهارات الأطفال أينما كانوا: «أنا بشتغل فى أى حاجة لها علاقة بتنمية الإنسان، عايزين نستوعب الأطفال ونصدق أحلامهم ونسمع لهم، ما ينفعش نحسس الطفل إن ملوش رأى، لازم نتعامل معاه بشكل يمنحه ثقة بنفسه، علشان كده لازم نتبادل الخبرات معاهم، وباتمنى النوع ده من الورش يستمر وتتعمل فى كل مكان فى مصر» ويتابع: «بناشد كل اللى عندهم عطاء إنسانى ينزلوا ويشاركوا فى تطوير البلد، على الأقل يحتكوا زينا بأطفال المناطق البديلة ويخوضوا التجربة دى لأنها مهمة للفنان وللأطفال ولسكان المناطق دى».