كوثر مصطفى لـ«منير»: كل سنة وأنت بتجري وتعافر وتملا الدنيا بهجة وتعلي صوتك بالغنا (حوار)
كوثر مصطفى: مشواري مع محمد منير كله «ثراء ومحبة»
الشاعرة كوثر مصطفى
«يا أبوكف رقيق وصغير وعيون فنان محتار.. الكون مفتوح قدامك أُبدر جواه أحلامك»، لم تكن مجرد كلمات كتبتها الشاعرة كوثر مصطفى لأحد أشهر مسلسلات الكارتون «بكار» وتغنى بها محمد منير، لكنها كانت ترجمة لعلاقة مميزة جمعت الشاعرة والفنان وامتدت 30 عاماً وكانت حصيلتها عشرات الأغنيات التى لم يقف أمامها «لا سور ولا طوق».
فى بداية التسعينات عرف «الكينج» أن أمامه شاعرة من طراز مختلف صاحبة مفردات مميزة، لتكون هى «المبدعة الوحيدة» التى صاحبته فى مشواره الذهبى، بعدما أدركت أن مخزونها الإبداعى الذى حالفه الحظ مع كثيرين من أهل الفن، ستكون له بصمة خاصة مع «الملك» الذى سيعلو صوته بالغناء مُبشراً بأن «لسه الأغانى ممكنة»، وتدخل معه فى براح الكون الخاص به، ويصنعان معاً ملحمة غنائية فريدة.
فى حوارها لـ«الوطن» كشفت الشاعرة كوثر مصطفى عن تفاصيل علاقتها بـ«منير»، وكيف استقبل كلماتها ومفرداتها المختلفة وملاحظاته عليها، ورسالتها له فى عيد ميلاده.
كيف بدأ التعاون بينك ومحمد منير؟
- فى بداية فترة التسعينات من القرن الماضى، كنت بصدد التعاون مع المخرج خيرى بشارة فى فيلم بعنوان «طعم الدنيا» وكتبت مجموعة من الأغانى، منها أغنية «جت الحرارة» التى قامت بغنائها يسرا وحسين الإمام، وأغانٍ أخرى بالفيلم قمنا بتسجيلها بالفعل، ولكن لم تر النور لأن الفيلم نفسه لم يكتمل، ومن بينها أغانٍ لـمحمد منير، والحقيقة الفيلم كان به مجموعة حلوة من الأغنيات، ووقتها سافرت إلى أوروبا وتغيبت لعدة سنوات، وبعد عودتى للقاهرة عام 1994، وجدت الكينج قد قام بتنفيذ أغانٍ كنت تركت كلماتها له بالفعل وهى أغنية «ساح يا بداح» وأغنية «العالى العالى يابا» وهذه الأغانى حققت نجاحاً كبيراً جداً وقتها.
الشاعرة الكبيرة: أنا ومحمد منير «لقينا بعض».. جمعنا إحساس واحد بأننا جيل يريد أن يبدع ويتميز
كيف تصفين هذه الرحلة بينكما التى بدأت منذ نحو 30 عاماً؟
- رحلة جميلة وثرية «لقينا بعض»، رحلة عمرى ومشوار حياتى الذى أفخر به، أنا من الشعراء الذين ساقتهم أقدارهم للسير فى طرق كثيرة، وامتهنت مهناً عدة والتقيت بأكبر عدد من البشر ومختلف الشخصيات، وكتبت عدداً لا بأس به من كلمات الأغانى لكثير من المطربين والفنانين ونجحت وكان صداها عالياً ومدوياً، لكن يبقى مشوارى مع محمد منير هو الملىء بالثراء والمحبة، ويجب ألا ننسى مشواره الممتد والغنى مع شعراء ذوى ثقل، أبرزهم عبدالرحيم منصور وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم وعصام عبدالله وغيرهم من أصحاب الكلمات التى لا مثيل لها.
فى ظل الأسماء التى ذكرتِها، أنتِ المرأة الوحيدة التى كانت جزءاً من هذا المشوار المميز لـ«الكينج»؟
- بالنسبة لى وقتها كنت أنا السيدة الوحيدة التى بدأت العمل مع محمد منير، وبعد ذلك فتحت الباب أمام مبدعات كثيرات للعمل فى كتابة الأغانى، خصوصاً أن العمل معه لفت الأنظار إلىّ، لأنه لم يكن هناك تعود على وجود اسم شاعرة على كلمات أغانٍ، ولم تكن هناك ثقة فى أن هناك سيدة قادرة على كتابة أغانٍ بأسلوب راقٍ ومفردات مميزة تحمل اختلافاً.
وهل ذلك كان يمثل أمامك تحدياً صعباً؟
- بالتأكيد كانت هناك تحديات طيلة هذا المشوار، وأنا لدىّ طموح وحلم مشروع وأمتلك رسالة، وأسهل وأسرع طريقة لإيصالها هى الأغنية، وهو الأمل الذى تمسكت به جيداً وصممت على النجاح، وكتابة الأغنية ليست هى الخطوة الصعبة لأنها ثقافتى وإبداعى المميز، ولكن الصعب هو التنفيذ لأن الأغنية أولاً وأخيراً عمل جماعى وخطوات كثيرة مليئة بالتحديات.
وهل الاختلاف فى كلماتك مع محمد منير كان أمراً مقصوداً؟
- طبعاً أنا حريصة جداً على هذا الاختلاف، مثل اختلاف طبيعة صوته وتكوينه ومشروعه الفنى، هناك كيمياء غير طبيعية تجمعنا معاً، دائماً أبحث معه عن الاختلاف والمناسب لحلمه ومشروعه، واستمرارنا فى التعاون ثبّت هذه الحقيقة، وأن كل ما يقدم هو الجديد وهو الاختلاف، هناك فرق بين أغنية «بلد البنات» و«حط الدبلة وحط الساعة» و«سو يا سو» و«مدد يا رسول الله»، لم أكرر فكرة أو كلمة أو جملة فى أى من الأغنيات التى قدمتها معه.
هل كل الأغانى التى قدمتِها معه كُتبت له خصيصاً؟
- فى بداية التعاون أغنية «ساح يا بداح» عندما كتبتها لم أكن أعرف أن «منير» سيقوم بغنائها، وكذلك «بلد البنات»، كنت فى الأول «لا هيغنى.. لا هيرفض»، وهناك أغانٍ كتبت كلماتها على ألحان جاهزة هو اختارها بنفسه ويطلب منى الكتابة بناء على النغمات، وسبحان الله صادف مرة أنه كان معى كلمات «حط الدبلة والساعة» وعندما قدّم لى لحناً للكتابة عليه، وجدت الكلمات واللحن بينهما تطابق شديد.
كيف تعرفين أن كلماتك أُعجب بها محمد منير وسيقوم بغنائها؟
- لمّا بيسمع الأغنية إذا خطفته يبدأ يقرأها ويدون ملاحظاته إذا كان يريد تغيير كلمة ما، أو اختصار بعض العبارات والجمل، وهناك أغنيات لا يبدى عليها ملاحظات ويأخذها كما هى مثل أغانى «ساح يا بداح، والبنات، والشتا».
مثلاً «سو يا سو» كانت بها مقاطع كثيرة ولكنه اكتفى باختصارها لعدد قليل، دائماً ما تكون لديه وجهة نظر لاهتمامه بما يقدمه، ولم يحدث بيننا أية خلافات، لأن ملاحظاته ليست من فراغ ولكن منضبطة لأنه يسعى للأفضل والأحلى دائماً، «إحنا فهمنا بعض جداً، فى الأول كان لدينا احساس بأننا جيل يريد أن يبدع ويقدم ما لديه بشكل مميز ونبذل مجهوداً كبيراً، ومنير تعامل مع شعراء مميزين حتى يكون متنوعاً ويقدم أفكاراً مختلفة، وعندما يقدم كل ما هو جديد وناجح أشعر بالسعادة من أجله وأجلنا».
هل هناك مشروعات فنية جديدة بينكما؟
- نحن على تواصل مستمر، وإن شاء الله هناك مشروعات فنية قادمة أدعو الله أن تكتمل وتكلَّل بالنجاح، وأريد أن أوجه له رسالة فى يوم ميلاده وأقول له من قلبى «عيد ميلاد سعيد يا ملك.. كل سنة وانت بتجرى وتعافر وتملا الدنيا بهجة وفرح بأغانيك الجميلة ودايماً تعلّى صوتك بالغُنا».
«ساح يا بداح»
بالفعل كلمات غريبة، وأشير إلى أنه انتظر وقتاً حتى ينفذها، وعرفت بعد ذلك أنه كان يبحث عنى وينتظر عودتى من الخارج، حتى أقدم التنازل عن الكلمات لطرح الأغنية، لأن وقتها كان القانون المعمول به هو تنازل الشاعر عن كلماته والسماح للمطرب بالتغنى بها، وبالرغم من أننى أرسلت له خطابات من إسبانيا، ولكنه كان يعتقد أن عودتى لمصر ستكون سريعة ولكن مكثت هناك عدة سنوات.