صيادون يواجهون قسوة الشتاء بـ«كريك ومهزة»: صيد الخلول غية
صيد الخلول في الإسماعيلية
صيد هو الغريب من نوعه، فرغم بدء فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة واعتماد الصيادون على النزول بأجسامهم في مياه البحر، إلا أن «صيد الخلول» مازال غية لديهم منذ سنوات طويلة.
يتجمع محمد أبو محسن وثلاثة من أصدقائه بشكل يومي بدراجاتهم في منطقة المحطة الجديدة بمدينة الإسماعيلية، يتوجهون لمنطقة البحيرة بجوار مبني الإرشاد التابع لهيئة قناة السويس في الساعات الأولي من الصباح لصيد الخلول.
«كريك ومهزة»، هما كل ما يمتلكه الصياد لهذه المهنة، حيث يسحب الرمال من القاع ويضعها في «المهزة السلك» لفصل الخلول عن الرمال ليضعها في جيوبه إلى أن تمتلئ.
أبو محسن: مصدر رزق من 10 سنين
يعمل «أبو محسن»، في إحدى الشركات بمدينة الإسماعيلية، إلا أنه منذ أن كان طفلاً اعتاد النزول إلى المياه في الساعات الأولى من الصباح في موسم الخلول بحثاً عنها.
«هي عادة وتحولت لمصدر رزق، وأنا طفل كنت بدور على نص جنيه وجنيه من شغل ساعتين تلاتة دلوقتي هي مصدر دخل إضافي في موسم الخلول ولي زبائني»، يقولها «ابو الحسن» لـ«الوطن».
خلال 3 ساعات أو أكثر يتحصل على كمية من الخلول يمكن بيعها بما يقارب 60 أو 70 جنيها سواء للمواطنين العاديين أو أصحاب المحال التجارية المتخصصة في بيع الأسماك: «ربنا بيكرمني ممكن بـ60 لـ70 جنيه في كام ساعة، المبلغ بيساعدني على توفير نفقات أسرتي».
نمرة 6 والتعاون أفضل اماكن صيد الخلول
تعتبر منطقة نمرة 6 بجوار مبني الإرشاد أو البحيرة المفتوحة في نهاية الطريق من أفضل الأماكن لصيد الخلول ، وفق «أبو الحسن»، إلى جانب منطقة التعاون والتي تتميز عن منطقة نمرة 6 بزيادة الكميات والحجم: «صيادو الخلول مختلفين عن باقي الصيادين خاصة لاشتراط الوقوف في المياه طوال فترة الصيد، ولذلك لا يمكن التحمل أكثر من 3 ساعات خاصة في فصل الشتاء».
يمكن استخدام الخلول في إعداد «شوربة الخلول»، وهي من المأكولات الشهيرة في الإسماعيلية، أو تمليحها كمسليات وبيعها في الطرق وعلى الكورنيش: «بنعملها بأكتر من طريقة ومشهورة عندنا».
يصطحب «أبو الحسن»، أصدقائه، بينهم محمد وحسن سلامة، إلى الصيد مع فجر كل يوم: «صيد الخلول يحتاج للخروج مع الفجر والنزول للمياه ليستمر العمل حتى قرب وقت الضحى أحياناً او لحين وصولنا إلى الكمية التي قد تكفي لبيعها والحصول علي 50 جنيها فأكثر»، وفق محمد سلامة.
يستخدم «الكريك والمهزة»، في تصفية المياه والرمال الناعمة والإبقاء على الخلول فقط والحفاظ عليه ومن ثم فرزه بعد انتهاء عملية الصيد وفق «سلامة»: «عمل صيد الخلول يحتاج لمجهود عضلي كبير للوقوف طوال ساعات الصيد على القدمين في المياه وأيضا حمل الرمال وتصفيتها وهو مالا يقدر علي تحمله كثيرون، لكن المحلات وزبائن الخلول بيتسابقوا على شرائها».