ورشة عم «أحمد» في «المعز».. ماركة مسجلة بـ«الصاغة العمولة» من 50 سنة
أحمد يجلس في ورشة صناعة الذهب والفضة
لم يعتبر أحمد محمود، يوما أن حرفته كصانع ومصمم مصوغات الفضة والذهب في حي الجمالية ثقلا على قلبه بسبب ساعات العمل الطويلة، بل على العكس كان يعتبرها مجالا للإبداع والابتكار حيث يجلس ناسيا العالم من حوله وهو يرسم التصميم ويتخيل ألوانه ثم ينفذه منذ أكثر من 50عاما.
مارس «أحمد» حرفة صناعة الذهب والفضة قبل سن الـ15 عاما، حيث بدأ تعلمها بسبب شغفه بالرسم والتصميم إلى جانب شهادة من حوله بحسه وذوقه الفني في طفولته، على الرغم من أنها غير منتشرة في عائلته وفق حديثه لـ«الوطن»: «كان أمامي أكثر من حرفة ممكن أتعلمها مثل أصدقائي في حي الجمالية الذي ولدت ونشأت فيه، ولكن ميولي الفنية قادتني لهذه الحرفة واستمريت فيها حتى الآن».
تميز أحمد صاحب الـ65 عاما في هذه المهنة حتى ذاع صيته وأصبح «ماركة مسجلة»، داخل شارع المعز، بعد أن استطاع الجمع بين تصميم المصوغات سواء الذهبية أو الفضية، والتنفيذ اليدوي لها، وحتي بعد ما ظهرت «الماكينات» الجاهزة لتصنيع تلك المصوغات بشكل أسرع: «بحب اشتغل بإيدي وبصنع القوالب التي تستخدم في هذه الماكينات، وهي عبارة عن قالب يصب فيه معدن الذهب والفضة، وهي علي الحالة السائلة، لتتشكل علي حب رسم القالب، لكن هناك زبائن كثيرة يطلبون الذهب عمولة لضمان عدم تكراره»
«أحمد» يورث أبنائه حب صناعة المصوغات الذهبية
عشق «أحمد» وحبه للفن وتصميم المصوغات، جعلها يورث المهنة لأبنائه الذين قرروا التوسع أكثر في المجال، فاشتري كل واحد منهم محلا في حي الجمالية لبيع مصوغات الفضة، ومدهم والدهم بالمصوغات «العمولة» التي يصنعها في ورشته العتيقة.
اعتاد «أحمد»ن طوال الـ50 عاما الماضية، أن يبدأ في تنفيذ التصميمات نهارا في ورشته العتيقة التي اختارها لتكون منعزلة بشكل ما عن «دوشة الورش»، ليتفرغ في المساء لرسم وتصميم المصوغات، ولابتكار أشكال جديدة لقوالب الماكينات «بمزاج» ليلا، مستمعا بالقرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت: «بصمم بالنهار واشتغل بالليل».