مقارنة الأبناء بزملائهم في المستوى الدراسي خطر.. خبير تربوي يوضح السبب
المقارنة في المستوى الدراسي خطر على الأبناء
دائما ما ترغب الأمهات في أن يصبح أبنائهن الأفضل دراسيا، ويحثونهم على المذاكرة المكثفة لتحقيق أعلى الدرجات، وفي سبيل ذلك يستخدمون أحيانا سبل مختلفة بعضها تربوي وبعضها غير تربوي مثل مقارنتهم بالآخرين من الزملاء والأقارب خصوصا لو كان هؤلاء الأقارب من المتفوقين بجملة شهيرة هي «هو أحسن منك في أيه؟!»
تحكي «فريدة عوض» طالبة في كلية الإعلام جامعة القاهرة لـ«الوطن» عن تعرضها لمقارنات دائمة من والدتها مع زملائها في الدراسة منذ صغرها، وهو ما آثر عليها سلبا: «دائما والدتي تعرف درجاتي في المدرسة أو في الكلية، ثم بعدها مباشرة تسألني عن درجات زملائي، وإذا عرفت أن درجاتهم أعلي توبخني كثير، وأحيانا تخاصمني رغم أنني فعلت ما بوسعي للحصول على أعلى الدرجات».
دفع هذا العبء النفسي على الفتاة إلى التقرب من الطلبة الأعلى في المستوى الدراسي، وملازمتهم دائما حتى لو لم تكن متفقة معها اجتماعيا أو فكريا، وهدفها أن تتعلم كيف تصبح مثلهن بل والأفضل أيضا: «بسبب أمي تركت صديقتي المقربة وبدأت أتقرب إلى صديقة أخرى أفضل منها في مستوى الذكاء والدراسة وأصبحت هذه عادتي، حتى لم يعد لدي أصدقاء».
خطورة مقارنة الأبناء بزملائهم
من جانبه، ذكر الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوي، أن مقارنة الآباء والأمهات أبنائهم بآخرين من أصعب الأخطاء التي من الممكن أن يقعوا فيها: «هذه المقارنة غير صحية، لأن الطلبة يختلفون في القدرات، والمهارات وأيضا في الاستعداد الفطري لممارسة التعليم»
وأكد الخبير التربوي، أن المقارنة بين الابن وبمن سبقوه في التعليم أو بزملائه في نفس المرحلة التعليمية تجعله يكره التعليم، ويشعر بأنه أقل من زملاؤه خاصة إذا كان حاصلًا على درجات أقل منهم، موضحًا الله وهب الجميع الذكاء ولكن توجد فروق في القدرات وطريقة استعمال هذا الذكاء.
أضاف أيضا أن هذا الخطأ الذي يرتكبه الآباء والأمهات نابع من عدم وعي وفهم لقدرات أبنائهم الخاصة في التعليم؛ وهذا يدل على أن الأب والأم غير مؤهلين تربويا ونفسيا لتعليم أبنائهم في مراحل التعليم المختلفة وخاصة مرحلة المراهقة التي يحدث بها تغيرات نفسية وفسيولوجية والتي يصاحبها العند.
واجب الأهل تجاه أبنائهم
أشار إلى أنه يجب على الآباء والأمهات أن يتعلموا كيف يتعاملون مع أبنائهم فيما يخص التعليم في المراحل التعليمية المختلفة وذلك عن طريق الذهاب للمتخصصين والاستفادة منهم في ذلك، وعليهم أن يعلموا أن لكل ابن لديه قدرة خاصة من الممكن أن يبدع من خلالها وهذا يحتاج إلى بيئة تربوية ونفسية هادئة.